قرأت-وأقرأ-منذ فترة عن دراسة لتعديل أيّام العمل الرسمي بالمملكة لعدة اعتبارات يعرفها كثيرون خاصّةً ذوي الإختصاص في الإقتصاد وغير وقد بدأتْ دولٌ خليجية بتطبيق ذلك -ومنها دولة الإمارات الشقيقة-وأصبحت الإجازة الإسبوعية لديها: (يومان ونصف)السبت والأحد ونصف عمل ليوم الجمعة.. ينتهي الساعة الثانية عشر مع توحيد صلاة الجمعة بالدولة-أعني دولة الإمارات لتكون الساعة الواحدة والنصف-ظهرًا برأيي قد يناسب هذا التنظيم بلداً ولا يناسب آخر على اعتبار فوارق المسافات بين مدن البلد الواحد وغير ذلك لذا أرى وجود صعوبة كبيرة لدينا بالمملكة العربية السعودية لمثل هذا التنظيم لبعض الأسباب والعوائق ... أهمها أن الناس اعتادوا-في القطاعين العام والخاص-أن يكون يوم الجمعة كاملًا يوم إجازة .. خاصةً لما يتمتع به هذا اليوم-بالذات-من خصوصية روحانية وغيرها عند الجميع .. مع العلم أنّ من يرون(وجوب)تعطيل العمل يوم الجمعة واجب ديني فالرد عليهم بالنّص الصريح في كتابه تعالى حيث يتم ترك العمل فقط عند المناداة لصلاة(الجمعة)لا قبل ذلك ولا بعده .. لكن-وفق رأيي-أنّ مسألة وجود عمل رسمي-ولو جزئي-عندنا في يوم الجمعة تعترضه الكثير من العقبات والصعوبات وبالتالي لن تتحقق من خلاله الإنضباطية والإنتاجية المطلوبة في العمل بسبب الخصوصية التي ذكرتها ووجود تباعد في المسافات بين مدن وقرى المملكة خاصة تلك التي يتطلب العمل فيها التنقل اليومي من مقر الإقامة إلى حيث مكان العمل .. وبالتالي فإني شخصياً أستبعد مناسبة وملائمة عمل يوم الجمعة-حتّى لو كان نصفيّاً-عندنا بالذات ... وقد يسأل أحدٌ عن بديل عمل يوم الجمعة تعويضاً عن الإجازة الإسبوعيّة المستهدفة(السبت والأحد) أرى أنه لامانع من أن يكون الجمعة يومَ إجازة أيضًا كاملاً-مع السبت والأحد-مع تعويض ذلك عبر عدّة حلول تنوب عن يوم العمل المفقود ... ومنها زيادة وقت العمل اليومي-من الإثنين إلى الخميس-لمدة ساعة واحدة يوميّاً وبالتالي يتم تعويض ساعات عمل يوم الجمعة .. مع امكانية استثناء عمل المؤسسات المالية والإقتصادية -المرتبطة عالميًا-مثل البنك المركزي والتداول ومايتعلق به من بنوك وحركة ولاتنسى ما وصلت إليه المملكة في مجال العمل عن بعد التي صار فيها المواطن والمقيم ينجز كثيرأ من معاملاته إلكترونيًا دون حاجة لمراجعةٍ مباشرة للجهات ذات العلاقة .. هذا رأي وانطباعٌ شخصي بحت إن وُفّقتُ فيه فنعمةٌ من الله وإن كان عكس ذلك فلا يعدو كونه اجتهادٌ لايلامُ المرءُ بعده ..! سليمان محمد الرميح الرس