باختصار شديد وقطعًا للحديث الجدلي بل"البيزنطي"الذي لن ينتهي غير مختلفٍ عن جدلية الأسبقية هل هي للدجاجة أم للبيضة ! أقصد الجدال حول(الغبانة)وهل هي من تراث احدى مناطق المملكة العربية السعودية الغالية المتوارثة أم هي وافدة مستوردة وتم توطينها كغيرها من الأزياء واللهجات والرقصات والأكلات ... فأقول-معتمداً على الله-قولًا إن كان صائباً فهو بتوفيقه تعالى وإن كان عكس ذلك فمن نفسي المعرّضة للزلل والأخطاء وجلّ وتعالى من لايخطي : المعارض الحقيقي للبس(الغبانة)هو من يرفض اعتبارها موروثًا وطنيّاً تعاقبته الأجيال عبر مئات السنين في جزءٍ من هذا الوطن الغالي وبالتالي لا يمكن-برأيه- القول والقبول بأن يتم عرض(الغبانة)مثلاً بالمناسبات الرسمية بصفتها موروثًا وطنيّاً سعودياً يمثل جزءاً من أجزائه المترامية بفضل الله بينما من يؤيدون(الغبانة)فلهم الحق في ذلك شأنهم شأن من يرتدي أزياء مستوردة الأصل فتوارثوها عبر عقود من الآباء والأجداد وهو حقٌّ مشروع بشرط عدم اقحام الأمر بالمناسبات بصفته موروثًا وطني الأصل والمنشأ.. ماأزعجني في"بعض-لاحظوا بعض-معارضي(الغبانة)حدة الطرح واستخدام لغة الفوقية وكأنّهم هم من(يُنعِم)على الناس بالإنتماء الوطني وهم من يحدّد مقياسه ومقداره أو هم من بيدهم سلبه-أقصد الإنتماء الوطني-أو التشكيك به .. كما يزعجني في بعض -ولاحظوا بعض-المدافعين عن(الغبانة)استماتتهم للدفاع عنها واستخدامهم لمصطلحات وألفاظ غير مقبولة وكأنّ(الغبانة)هي هويتهم الحقيقية التي يعتزّون ويفتخرون بها على حساب انتمائهم الحقيقي ؟! أيّها السعوديّون -ياكلّ السعوديين- اسمعوا و عُوا : تحدّثوا والبسوا وكلوا واشربوا وارقصوا ماتريدون وترغبون بل حتى مارسوا انتماءكم المذهبي والفكري كما وجدتم أنفسكم واخترتم لكن المهم -بل الأهم- لا تعتدوا-أوّلاً-على حدود الله وثوابت دينه ولا تتجاوزوا-ثانياً-على الوطن وهويّته ومكتسباته ولا تخالفوا-ثالثًا-القوانين والأنظمة ولاتقفزوا-رابعًا-فوق المصلحة العامة لأننا جميعًا ننتمي لهويّةٍ واحدة ووطنٍ واحدٍ وقبيلةٍ محددة لاقيمة-دونها-لكل الإنتماءات مهما تعددت أسماؤها وعليكم أن تسألوا آباءكم وأجدادكم وتستنيروا بتاريخ بلادكم .. كيف كانت -أعني بلادكم-قبل وكيف صارت بعد نعمة التوحيد والوحدة لتدعوا لأجدادكم وآبائكم بالرحمة والمغفرة والجزاء الحسن أن تشرّفوا وصاروا جنوداً مع الموحّد والمؤسس العظيم جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمهم الله جميعاً وجاهدوا أعظم جهاد لتحقيق أغلى وأكبر وِحدة شهدها التاريخ الحديث وسط ظروفٍ بالغة الصعوبة من كافة الجوانب ... وبتكاتفكم ووحدتكم وترفّعكم عن الصغائر ستحافظون-بإذن الله-على هذا الإرث العظيم والوحدة المباركة التي بدونها لاقيمة لأحد-أيِّ أحد- ورددوا معاً مصطفين بكل تنوعاتكم الفرعية مخاطبين الوطن الذي جمعكم بفضل الله على المحبة والأخوّة والمصير الواحد والوحدة التي لايمكن أن تفرقها التباينات والتنوعات الجميلة أقول رددوا مع عاشق الوطن وابن جازان الغالية الأديب والشاعر والمربي الكبير "علي محمد صيقل"يرحمه : وشمٌ على ساعدي نقشٌ على بدني وفي الفؤادٍ وفي العينين ياوطني ولاتنسوا أن ترددوا معه ختام رائعته : أقسمتُ باللهِ لن أنساكَ ياحُلُمي فإن سلوتُكَ هيّْ لي إذن كَفَني