دائمًا ما ينحصر دور المؤسسات الثقافية في رعاية التراث والفن، لكن باعتقادي أن للمملكة في هذا الجانب اختلافا مهما وفريدا عن العالم، باعتقادي أن رؤية التحول الوطني التي تستهدف تنويع مصادر الدخل والاقتصاد في المملكة قد حققت في السنوات القليلة الماضية إحدى أهم الخطوات وهي تنمية الإنسان الذي بلا شك هو أساس التطور والنهضة، ونجد ذلك متجسدًا في تعزيز مشاركة المرأة وقبول الثقافات الأجنبية ورواج ثقافة ريادة الأعمال وظهور هوايات جديدة بين الشباب والشابات كاستكشاف مناطق المملكة وتسلق الجبال وغيرها، وفي هذا السياق، كان التعليم والإنفاق عليه ونسبة حملة الشهادات ومستوى نضج وتقدم المناهج التعليمية تبقى من أهم مؤشرات التطور والإعداد لسوق العمل. ففي المملكة كان التعليم يُشكّل دائمًا نسبة عالية من الإنفاق الحكومي تصل إلى قرابة 20 % منه، ومن باب استمرار حرص القيادة على تنمية جودة التعليم، تم مؤخرًا اختيار أحد أنجح القياديين لتولي وزارة التعليم، فتاريخه وإنجازاته في شركة سابك خير شاهد على ذلك. دور الثقافة في المملكة تحديدا تكاملي مع كل الجهات المعنية بالإنسان، فمثلًا نجد أن دوره تكاملي مع التعليم الذي أهم مكوناته هي المعلم والمناهج الدراسية وهي حقائق وقوانين علمية، أما الثقافة فهي تطوير لطريقة التفكير ورفع مستوى الآفاق لدرجة تتجاوز معها الصعوبات وتوقظ الطموح في الإنسان، وهي ما يرفع جدية المجتهد في التحصيل العلمي، بل ينعكس ذلك إيجابًا على المعلم والأبوين كونها بيئة تزخر بالاهتمام الفكري والثقافي. لا شك أن وزارة الثقافة في المملكة قد بدأت من الصفر ولكنها أنجزت الكثير في سنوات قليلة من أنشطة تشكيلية وموسيقية ومسرحية، ودعت لعروض عالمية للأدب العالمي ورفعت من مستوى معرض الكتاب كمًا وكيفًا، والأهم من ذلك الاستمرار في إيصال رسالتها لكل بيت وفرد في كل أنحاء المملكة.. لذلك أرى أنها وزارة ترسم الفكر والوعي العام بعد عقود من انتشار الأفكار الدينية المتطرفة والإسلام السياسي. نقلا عن الرياض