بكين 14 سبتمبر 2022 (شينخوا) حقق التعاون الصيني العربي نتائج مثمرة في المجالات التقليدية مثل التجارة والطاقة والبنية التحتية منذ زمن طويل. أما في الوقت الراهن، يتجه التعاون بين الصين والدول العربية إلى مستوى أعلى، حيث يعمل الجانبان على تعزيز التواصل والتعاون في القطاعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والاقتصاد الأخضر. وقال تشاي جيون، المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضايا الشرق الأوسط، في الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية التي أقيمت مؤخرا عبر دائرة الفيديو، إنه تم دمج الابتكار بعمق في التعاون العملي بين الصين والدول العربية، وقد أحرز التعاون الصيني العربي تقدمًا إيجابيًا في مجالات الاقتصاد الرقمي وتقنية الجيل الخامس والأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة خلال السنوات الأخيرة. وأوضح تشاي أن آلية التعاون الصيني العربي في نقل التكنولوجيا والابتكار حققت نتائج مثمرة، حيث تكونت شبكة تعاون لنقل التكنولوجيا تربط الآلاف من مؤسسات البحث العلمي بالشركات المبتكرة في الصين والدول العربية، مما أرسي أساسًا متينًا للتعاون الابتكاري بين الجانبين. علاوة عن ذلك، تم تعميم استخدام تقنية الجيل الخامس المقدمة من شركة هواوي على نطاق واسع في دول المنطقة بما فيها الإمارات والسعودية والبحرين والمغرب، بما يمكّن شعوبها من الاستمتاع بالحياة المريحة وعالية الجودة التي توفرها تكنولوجيا المعلومات. وتم تنفيذ المشروع الصيني السعودي لاستكشاف القمر والمشروع الصيني الجزائري لإطلاق الأقمار الصناعية بنجاح، وافتتاح المركز الصيني العربي لنظام بيدو للملاحة بالأقمار الصناعية في تونس. وأضاف تشاي أنه في المستقبل، يتعين على الصين والدول العربية تعزيز التعاون الابتكاري، ولا سيما تعزيز بناء القدرات الرقمية، وتعزيز تكامل التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الحقيقي، وإنشاء مشاريع نموذجية للتكنولوجيا الحديثة والصناعات الناشئة، والعمل معًا لتحقيق قفزات التنمية، من أجل تسريع "قطار التعاون الصيني العربي". وبدوره، قال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية (المغرب) خلال المنتدى إن نقل المعرفة القائم على الابتكار التكنولوجي يمكن أن يكون وسيلة فعالة ومفيدة وقوية للبلدان العربية لحل بعض المشاكل الأساسية المتعلقة بمعيشة السكان. وقالت وي مين، باحثة معهد دراسات غرب آسيا وإفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن مبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين تتخذ الاقتصاد الرقمي والترابط والتواصل في العصر الرقمي مجالات التعاون الرئيسية، الأمر الذي يتماشى مع متطلبات العصر وحاجات الدول العربية طويلة الأجل للاقتصاد الرقمي، سيصبح التكامل بين تكنولوجيا المعلومات والصناعات التقليدية نمطا جديدا للتعاون الابتكاري بين الصين والدول العربية. من جهة أخرى، تهدف الصين إلى بلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. كما طرحت الدول العربية استراتيجيات تنمية خضراء مثل "الشرق الأوسط الأخضر" و"تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 ". ويعرب الجانب الصيني عن دعمه وتقديره لمصر والإمارات لاستضافة الدورتين 27 و28 لأطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ومستعدا لتعزيز التنسيق مع الجانب العربي بشأن مفاوضات تغير المناخ، ومواصلة تعزيز التعاون في مواجهة التغيرات المناخية في إطار التعاون بين بلدان الجنوب. وقال تشاي جيون إنه على الجانبين اتخاذ اللون الأخضر كلون خلفي للتعافي بعد الجائحة، وتعميق التعاون في مجالي الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة، وتعزيز التعاون في مجال حماية البيئة، وتعزيز التحول والارتقاء بمصادر الطاقة وهيكل الاستهلاك، وتعزيز نقل التكنولوجيا، والمشاركة في ثمار التنمية الخضراء، بما يقدم مساهمات أكبر لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات. وجدير بالذكر أن محطة حصيان لتوليد الطاقة الكهربائية بالفحم النظيف بدبي ومشروع الطويلة لتحلية المياه في الإمارات والمرحلة الثالثة من محطة نور للطاقة الشمسية الحرارية في المغرب وغيرها من المشاريع التي نفذتها الشركات الصينية، قد أصبحت نماذج للتعاون الأخضر بين الصين والدول العربية. وقال فهد المنيعي، باحث في مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي إنه في الوقت الحالي، تعمل السعودية بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر، مضيفا أن الصين والسعودية صديقان حميمان يتبادلان الثقة، وشريكان عزيزان للتعاون العملي. وتسير العلاقات السعودية-الصينية بوتيرة متسارعة ومتطورة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك بينهما في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.