في أريافنا الجميلة التي توفرت فيها بحمد الله أغلب مقومات الحياة الهانئة يقيم عدد من الأسر في القرى إقامة شبه كاملة، وفيها العديد من ذوي الدخل المتوسط، ويستمتعون بممارسة مهن الريف المتمثلة في الزراعة وتربية المواشي والدواجن، وهي ممارسات اجتهادية فردية مكلفة وغير مجدية اقتصاديًا إذا استمرت على الوضع القائم، فكل شخص لديه عامل أو أكثر، يعمل عند الحاجة، ويقضي أغلب الوقت بدون عمل ويتقاضى راتبه كاملاً، وكثير من التفاصيل التي تعتبر هدرًا للوقت والجهد والمخزون المائي، إضافة إلى عشوائية التصرف في المحاصيل، التي قد تفيض عن الحاجة ولا تجد التسويق المناسب. وفي ضوء الأزمات الحالية، فإن الأرياف قادرة على تحقيق درجة من الاكتفاء الذاتي إذا قامت في كل قرية جمعية تعاونية مركزية تكون مهمتها تنظيم العمل بأن تجمع العمالة في موقع واحد، وينشأ مشتل موحد ويتم تزويده بالتجهيزات والمعدات الزراعية الكاملة، وتتكلف الجمعية بالرواتب للجميع، ويكون هناك مجمع للمواشي (غنم وأبقار) ومجمع للدواجن ومجمع للنحل وصناعة العسل، وبالتالي فإننا نستطيع زراعة كل هذه المدرجات الزراعية المهملة، والاستفادة القصوى من وجود العمالة، فعدد خمسة عمال كاف لكل قرية، وحراثة وحصادة واحدة كذلك تكفي للقرية كلها، بدلاً من أن يكون لدينا هذا العدد من العمالة وهذا العدد من الآليات الزراعية. إ نهذا العمل التعاوني سيحقق ثمارًا لا حصر لها، ولعل هذا سيجعل من الأرياف بيئة جاذبة للحياة، والإقامة الدائمة، وسيكون له مردود مجتمعي واقتصادي وسياحي كبير، وستجد الجمعيات الدعم من الجهات الحكومية ومن الميسورين من أبناء القرى. هذه الأسطر نواة لفكرة أتمنى أن أراها واقعًا في القريب العاجل وهي فكرة لا تكلف شيئًا في وجهة نظري. نقلا عن صحيفةالمدينة