حذّر وزير الصحة السعودي من عودة موجة أخرى من فايروس كورونا، داعياً الجميع للحفاظ على المكتسبات السابقة التي تحققت بفضل الله ثم بفضل الالتزام باتباع الإرشادات من قبل المواطنين والمقيمين على حد سواء. الزيادة التصاعدية في الإصابات حالياً لم تأت من فراغ ولا تحتاج إلى القيام ببحث موسع لمعرفة الأسباب، كل ما عليك هو الذهاب لأحد المقاهي أو المولات لتعرف ماذا يحدث على أرض الواقع. سأتحدث عن الوضع الاقتصادي في حال عودة موجة أخرى، أما في ما يخص الوضع الاجتماعي والنفسي فالكل يعلم ماذا تعني العودة للحجر المنزلي مجدداً. أثر هذا الفايروس اقتصادياً على كل دول العالم دون استثناء ومن المحتمل أن تصل الخسائر العالمية من 11 تريليون دولار إلى 14 تريليون دولار، حيث كافحت ولا تزال حكومات الدول العالمية تكافح لإيقاف هذا النزيف من الخسائر الاقتصادية، ناهيك عن الخسائر البشرية. هناك دول استطاعت ونجحت في تحمل تبعات هذا الوباء اقتصادياً ومالياً حتى هذه اللحظة، والمملكة واحدة من تلك الدول، ولكن هذا لا يعني في حال عودة موجة أخرى سنكون بنفس القوة الاقتصادية التي جابهنا فيها هذا الفايروس في مراحله الأولى، لأن كما هو معروف أن الانتكاسات غالباً تكون أشد وقعاً، لذا أي انتكاسة جديدة وعودة إلى إيقاف النشاط الاقتصادي وإقفال جميع الحدود الجوية والبرية والبحرية، إضافة إلى إيقاف التنقل بين المدن وعودة منع التجول، حتماً كل ذلك ستكون له عواقب اقتصادية ومالية كبيرة، لأن البقاء في المنازل هو بمثابة خنق للاقتصاد وتعطيل لجانب الطلب والعرض معاً، علاوة على ذلك إرهاق لميزانية الدولة، فبدلاً من ضخ تلك الأموال في التنمية الاقتصادية سيتم توجيهها لمواجهة الموجة الثانية من هذا الفايروس وربما نضطر للسحب من الاحتياطيات النقدية والذهاب لأسواق الدين العام للاقتراض. الجميع اليوم أمام مسؤولية وطنية تحتم علينا تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، لأن من أبجديات المواطنة المحافظة على جميع المكتسبات الوطنية لا سيما تلك التي تحققت في مراحل مكافحة هذا الوباء منذ بدايته. كاتب سعودي Alhazmi_A@ نقلا عن عكاظ