يطل علينا عيد الأضحى المبارك في أول ساعة منه بهذا الخبر، حيث اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى في القدس، عقب أداء صلاة عيد الأضحى، في حادثة نادرة الحدوث بالأعياد، ما أدى لوقوع إصابات بين المصلين. السؤال: كيف نقرأ نحن العربان هذا الخبر؟ فنحن نأكل ونشرب ونضحك ونتسوق ونضع صورا في «الفيس بوك» و«الانستغرام»، ونرسل نكتا عبر ال«واتس آب» وتغريدات في «تويتر»، حتى إذا جاءت القصة عن إنسان فلسطيني تشظت في جسده قنبلة، تحور الموضوع إلى صراع طائفي، ليكون السؤال: هل هو سني أم شيعي؟ ثم أسئلة التصنيف تأتي تباعا هل هو حماسي أم فتحاوي أم إخونجي؟. ثم يتطور الحوار ويتسع إلى المقارنة عن خطر الدول الأعداء بين مهون ومهول!. نعم، يوجد لدينا أعداء ولا يمكن التهاون معهم ولكن ليس على حساب التهوين والتطبيع مع الإجرام الصهيوني. فالتهوين ممن سفك من دماء شهداء شعبنا الفلسطيني وتدنيس قدسنا الشريف، خط أحمر وهنا أذكر خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، عندما وصف جرائم صدام حسين ضد جيرانه بجرائم هتلر، استنكر ضده كل الصهاينة، وطالبوه بسحب مقارنة صدام بهتلر، ويجب على رئيس الولاياتالمتحدة الاعتذار للشعب اليهودي، حيث يمثل هتلر بالنسبة لهم خط أحمر، لا يجب مقارنته، مهما كلف الأمر. فهم يعتبرون جرائم هتلر، جرائم لم يسبقها ولن يعقبها أي مرتكب في العالم أجمع، هم ينظرون بأن كل ما في الكون مدين للشعب اليهودي بالتكفير عن خطيئة هتلر، ولو بالتغاضي عن المزيد من سفك دماء الفلسطينيين وتدنيس مقدساتهم. ثم يأتي منا من يتطوع بالتهوين والتقليل والتطبيع مع جرائم الحقد الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني بقوله (الصهاينة أرحم)!. أذكر قبل عدة سنوات كان هناك استفتاء في أوروبا، عن أخطر الدول في العالم التي تهدد السلام العالمي، فجاءت إسرائيل في المقدمة وبلا منازع، معنى ذلك أن الشعوب الأوروبية ومؤسساتها المدنية، أقرت بحسها الإنساني، بخطر الصهيونية على العالم، حيث عقب وزير خارجية إسرائيل آنذاك، عندما شجب نتيجة هذا الاستفتاء واتهم شعوب أوروبا بالعنصرية ضد السامية. وحتى الأممالمتحدة أدانت الحركة الصهيونية، منذ إنشائها كمنظمة دولية، ووصمتها بالحركة العنصرية ومعها أكثر من 3 الآف حركة مجتمع مدني عالمية، وقفت بقوة، ضد نزع صفة العنصرية عن الحركة الصهيونية العالمية. قادة الدول العربية في مدينة الظهران شرق المملكة العام الفائت، عندما نددوا بالقرار الأميركي الاعتراف بالقدس، أكد المجتمعون مواصلة دعم القضية الفلسطينية، وأعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز إطلاق تسمية «قمة القدس» على الاجتماع الذي استضافت المملكة دورته ال29، وأنها قضيتنا الأولى. نعم هي قضية أكبر من ذلك بكثير، هي قضية الضمير الإنساني العام، وهي مسؤولية أخلاقية لكل البشر بكل دياناتهم، في إنهاء هذه الصورة البشعة الوقحة من الاحتلال والتطهير العرقي والاستيطان والقمع لأصحاب الأرض. ولن نكل أو نمل، حتى تصبح فلسطين مستقلة. أخيرا أقول: صوت الحق والعدل لا ينام، وسيكتب التاريخ يوما الصمود الأسطوري لشعب اسمه شعب فلسطين، وهو صوت الحق نفسه الذي صرخت به حناجر غاندي، ونيلسون مانديلا، ومارتن لوثر كينج. حتى الأممالمتحدة أدانت الحركة الصهيونية، منذ إنشائها، ووصمتها بالحركة العنصرية ومعها أكثر من 3 الآف حركة مجتمع مدني عالمية نقلا عن صحيفة الوطن السعودية