لسنا أحدى عجائب الدنيا السبع ولكننا أعجوبة الدنيا بدون سبع ، نعم سمعت عن الذين هاجروا إلى بلاد الإفرنج في الشرق والغرب أغرتهم ببريقها ولكنهم يذرفون الدموع عندما تذكر بلادنا بأمنها وبخيراتها وسعة رزقها فلا يوجد بها ما يقال له في الغرب ( هوملس ) سيدات شابات بأطفالهن يرتجفن خوفاً وجوعاً تحت الكباري وفِي الأنفاق ، كبار سن أعيتهم السنين العجاف لا يجدون مُسَكّنْ لأوجاعهم ، شباب يتلوون ألماً بحثا عن جرعة صغيرة من المخدرات ، عشرات المدمنين على المسكرات مستعدين لشرب أي شيء حتى يستمروا فاقدي الوعي، بشر مكدسون تحت الكراتين بحثا عن لقمة يلقيها عليهم عابر طريقٍ. مراهقين يحملون أعتى الاسلحة النارية مستعدين لإطلاقها على أي تجمع لقتل أكبر عدد من الناس ليس لشيء وأنما لمجرد القتل والاستمتاع بصراخ المصابين وهلع الهاربين ومشاهدة أنهار الدماء ، يقول أحدهم والله إن غبار عرعر وعواصف الدوادمي ودرجة حرارة الأحساء لأحب عندي من جنة نيويورك وجمال الريف الإنجليزي وأرصفة وطرق المانيا حيث لا رحمة إلا بالدولار ولا رفيق إلا الجنية ولا حبيب إلا اليورو ، أنا أتكلم عن الدول المتقدمة ولست أعني من يعيش أطفالها في انابيب الصرف الصحي مع الجرذان والقاذورات كما في دول أوربا الشرقية حتى يجدون من يتلقفهم لبيعهم لتجار البغاء في دول متوحشة يطؤنهم بأحذيتهم ثم يقذفونهم تحت الكباري لإضافة سكان جدد للهوملس ، كم سمعت من يحلم بالعودة إلى بلد الاطمئنان هذه الاثنين مليون من الكيلوا مترات تدورها من شرقها إلى غربها ومن أقصى شمالها إلى أبعد نقطة في جنوبها لا تخاف إلا الله فهل نعض على وحدة بلادنا بالنواجذ ونتكاتف لحمايتها من شرور الحاقدين وندفع عنها عوادي الزمن بصدورنا ونحافظ على نظامها وأمنها ورخائها بعيوننا وقلوبنا وصدورنا ، لقد كفر بعض من أقام معنا بنعم الله فألبسه الله لباس الخوف والجوع وفقد كل شيء وندم في يوم لا ينفع الندم .