الأمنية رَغبة والحُلم تفاصيلها ، والفرق بينهما صاغه الشعراء قصائد غزلٍ تغنّى بها العشّاق وتسامروا عليها في ليالي الأنس والطّرب . بعض الكلمات تختزن المعاني كما يختزن المحار الدّرر ، فيصقلها الفنُّ ويبرزُ مفاتنها ، وذلك هو نتاج الإبداع اللغوي في تجسيد المشاعر والأحاسيس الكامنة في النفس البشرية التي وهبها خالقها القدرة على تلمّس ماوراء الظاهر من أسرارٍ وغموض ، فتكون الحقيقة رافداً لجذوة ونشوة الحياة ومساحة يتمدد فيها الفِكر ليستوعب مفاتن الكون ، وكلّ ذلك ما سُخِّر للنَّفس ومُكِّن لها أن تستلهم منه كلمات تنتقيها لتعبِّر بها عن مكنونها الداخلي ، وتلك هي التفاصيل المُلهمة التي تُكوِّن الحُلم الذي يحقق الأمنية ، تناغُم المفردات يصنع تواؤم المشاعر والأحاسيس بينهما فيمتزجان في بوتقة الحياة فينصهر فيها الجمال الحقيقي .