هناك مساحة واسعة للفِكر في فلسفة الفرق بين الرغبة في شيئ وبين الحصول عليه ، فالرغبة نزعة بشرية لا حدود لها ، فهي تقوم على اعتبارات قد يصعب تحديدها تتراوح بين الطموح ، كعامل إيجابي ، وبين الجشع ، كعامل سلبي ؛ وبينهما تباينات تنحاز لإتجاهات قد تتوافق وقد تتناقض ، وإن جمعت بينهما فِطرة التملّك وما قد يشوبها من انحراف . ويختلف علماء النفس والسلوكيات في تحليل هذه المعضلة البشرية ، ويفرّقون بين الرغبات المادية وتلك المعنوية . الرغبات الملموسة تختلف في تكوينها عن تلك الروحية ، فالأولى ينطبق عليها التجسيد فيما تغوص الثانية في المشاعر والأحاسيس ، ولذلك تبدو أكثر تحدّياً بحيث تحقق السيطرة عليها شعوراً مريحاً يبعث على النّشوة ويعزّز حالة الإكتفاء . ضبط الفِكر الإنساني سِمة من يُقارب بين جموح نزعة الرغبة وبين التعامل مع محددات الواقع بعقلانية وموضوعية .