أضنة، تركيا (CNN)– تنتهي النزاعات بين الرجال في العادات التركية، عنما تقوم المرأة بإلقاء منديل رأسها على الأرض، ولذلك تسعى المرشحة الوحيدة في حملة الانتخابات الرئاسية التركية لهذا العام، ميرال أكشنار، إلى التصدي لما تصفه ب"عدائية السياسة التركية"، وإنهاء حقبة حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتسعى أكشنار إلى فض حكم "الرجل القاس" كما وصفته في تصريحات لCNN، واسترجاع النظام البرلماني الذي سعى أردوغان إلى تغييره عند فوزه باستفتاء يمنحه سلطة رئاسية أكثر قوة، عام 2017. وقررت المرشحة البالغة من العمر 61 عاماً، إحياء التقاليد التركية وإنهاء حقبة أردوغان بمساعدة مؤيديها، حيث قادت ما أسمته "ثورة مناديل الرأس" أو "يميني" في اللغة التركية، وجمعت الأقمشة الملونة من النساء أثناء جولتها في المدن التركية، لتعليقها في القصر الرئاسي السابق في أنقرة، جانقايا، في حال فوزها في الانتخابات. وتتميز أكشنار، التي يصفها البعض في تركيا ب"المرأة الذئب" (Asena) نسبة إلى أسطورة الذئب الأزرق الذي قاد القبائل التركية بعيداً عن الخطر، بشخصيتها القومية وتيارها المحافظ اللذين عملا على استقطاب المؤيدين لأردوغان إلى جهتها. وغذت صفة التحدي شعبية المرشحة، التي انفصلت عن حزب الحركة القومية عام 2017 بسبب تحالفهم مع الرئيس التركي، كما أضافت أكشينار المصداقية إلى جعبة صفاتها بعد وقوفها في وجه الجيش، الذي حاول الإطاحة بالحكومة المدنية عام 1997 فيما سُمي ب"انقلاب ما بعد الحداثة". وشرحت أكشينار موقفها من الرئيس التركي، قائلة: "لقد عانيت من أردوغان وسلوكه الخارج عن نطاق القضاء خلال العامين والنصف الماضيين"، وأضافت أن "الانتخابات التي نخوضها هي كما يريدها أردوغان، أي ليست نظاماً رئاسياً كما في الدول الديمقراطية الغربية، لأننا لا نملك الضوابط والتوازنات ذاتها". وليست الانتخابات الرئاسية مشوار "المرأة الذئب" الأول في الحلبة السياسية، فمع أن حزب "الخير" الذي أسسته ما زال جديداً على المشهد السياسي، إلا أنها شغلت منصب وزير الداخلية لمدة ثمانية أشهر، في ذروة الحرب ضد الأكراد، التي تفشت فيها انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان. ونفت أكشينار وجود أي تعديات على حقوق الإنسان خلال منصبها، قائلة: "كانت توجد مجموعات لحقوق الإنسان في تلك الفترة، وكانوا ينشرون لائحات لأسماء الأشخاص المفقودين، إلا أنني أرسلت لهم ورقة موقعة تقول: دعونا نبحث عن المفقودين معاً، ولم يصدروا أي لائحات أخرى خلال الفترة التي شغلت فيها منصب وزير الداخلية". وحول تفاصيل الانتخابات الرئاسية، قد لا تكون أكشينار مرشح المعارضة الذي سيواجه أردوغان، حيث احتلت في استطلاعات الرأي المرتبة الثالثة، بعد مرشح المعارضة الرئيسي، محرم إنجي، إلا أن "المرأة الذئب" قادت الانتخابات الرئاسية نحو التغيير، ومنحت المزيد من الخيارات للناس، بعد أن رشحت نفسها ورفضت الانضمام إلى أحزاب المعارضة الأخرى في دعم مرشح واحد فقط، لتدفع أحزاب المعارضة الأخرى إلى تقديم مرشحين منافسين لأردوغان.