قال الأمير الحسن بن طلال إننا نواجه اليوم خطر ضياع تراث ثمين جداً هو تراث الإيمان المشترك بما يتضمنه من جميع التعبيرات الروحية والفكرية والثقافية التي تواصلت عبر أكثر من ألفي سنة من تاريخ البشرية. وأضاف خلال رعايته حفل إطلاق الشبكة الإلكترونية للتفاهم العربي الغربي يوم امس في الجمعية العلمية الملكية، أن تقنيات المعلومات والاتصالات هي الأدوات الأكثر فعالية لإحداث تغيير في مجال التعليم والحراك الاجتماعي واستخدام المصادر، فهي أداة مهمة للتنمية، وليست ثمرة من ثمار التنمية،مشيرا الى إنها تملك إمكانيات تعزيز حياة المليارات من البشر، وتقوية التنمية المستدامة وتعزيز الكرامة الإنسانية، كما أنها توفر إمكانية تحقيق التعليم والعناية الصحية المتميزة والتخفيف من الفقر. وهنأ سموه مركز تقارب الثقافات والترجمة على إنجازه تقارير "العرب والغرب" التي تضمّنت عشرين ألف مقالة، والتي أدت إلى العمل على مشروع الشبكة الإلكترونية للتفاهم العربي الغربي، مضيفاً أنه سعيد لكون هذا المشروع يتعلق بالسياق العربي - الغربي، فهذا بدوره سيسهم في عدم الوقوع في شرك التصوّر النمطي للعرب والمسلمين. ودعا الأمير الحسن إلى التركيز على "الذكاء الجمعي"، ف "الذكاء الفردي" لم يعد وحده كافياً في المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية، إذ برزت إلى الوجود حاجة ملحّة للتركيز على الذكاء الجمعي الذي يقتضي الانتقال من "ذكاء الفرد" إلى "ذكاء المجتمع بأسره"، وقال أننا نحتاج، علاوة على الحوار مع الآخر، إلى حوار فيما بين العرب والمسلمين أنفسهم حتى يتم التوصل إلى أرضية ثابتة للتواصل والتفاعل مع معطيات العصر، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي لهذه الحوارات جميعها يجب أن ينصب على تعزيز الكرامة الإنسانية، ومساعدة الفقراء والجياع في العالم، وهذا لا يمكن أن يتم دون وجود قاعدة معلوماتية ومعرفية شاملة.