اختتم المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي الذي انعقد بإشراف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة الدولية للفرنكوفونية أعماله امس بمدينة القيروان التونسية بحضور معالي وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي ومعالي مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الاسيسكو" الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري والأمين العام لمنظمة الفرانكفونية كليمون دوهايم. وكان معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيى الدين خوجه قد حضر جانبا من أعمال المؤتمر كضيف شرف والقي كلمة في جلسته العامة الاولى تحدث فيها عن منطلقات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود فيما يتعلق بقضايا الحوار بين الحضارات والديانات وجدد دعمها لكل جهد خير يصب في هذا الاتجاه ويخدم التعايش والتقارب بين الشعوب. وقد صادق المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي في ختام أعماله على إعلان القيروان من اجل تعزيز حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي.وتضمن الإعلان مقترحات عملية تتعلق بالخصوص بمراجعة التصور الفكري والسياسي للتعاون الدولي والالتزام بتنفيذ بنود اتفاقية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي.. معربا عن الحاجة الماسة للحوار في ظل الأوضاع العالمية المتأزمة و الماسي التي شهدها القرن الماضي والماسي القائمة مشددا على ضرورة انطلاقه من مبدأ الاعتراف بتكافؤ الناس في الحرية والكرامة وتساوي الثقافات في تنوعها. ورأى الإعلان أن نجاح الحوار يتوقف على التحلي بالإرادة الفعلية لإيجاد الحلول المستدامة للمشكلات الجوهرية للشعوب وخاصة الفئات المحرومة وعلى وجود وعي مشترك بالحاجة إلى حماية أفضل للبيئة والعالم.. داعيا إلى وضع برامج ثقافية وتربوية واجتماعية تستلهم توجهاتها من اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي المعتمدة من قبل اليونسكو عام 2005 ومن الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي عام 2004. كما حث على إزالة الحواجز بين الثقافات وفتح الأبواب بينها باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية..ودعا إلى استمرارية الحوار بين الأديان والثقافات وتعزيز التعايش وإثراء بعضها ببعض بعيدا عن كل توتر واستعلاء.ورأى ضرورة أن ينطلق حوار الحضارات من نقاط الالتقاء بدل الاختلاف حاثا على الابتعاد عن تشويه صورة الآخرين وازدراء دينهم ومعتقدهم ورموزهم الدينية وعدم المس بخصوصياتهم الثقافية.. إلى جانب التصدي للصور النمطية والأفكار المسبقة عن الآخرين. ورأى الإعلان في القيم الإنسانية المشتركة ومبادئ الحق والعدل واحترام حقوق الإنسان والتسامح والمواطنة والديمقراطية مدخلا يفسح المجال أمام تفاهم الشعوب والتعايش بينها بدل الصدام بين الحضارات والعنف والإقصاء. وأكد على إيجاد مناخ ملائم للتنمية الشاملة والمستدامة في الدول النامية يوفره الحكم الجيد والعدالة الاجتماعية ومبادئ الإنصاف في العلاقات الدولية واحترام القانون الدولي والكرامة الإنسانية والتخلي عن سياسات المعايير المزدوجة في التعامل مع النزاعات الإقليمية والدولية وضمان الاستغلال الأمثل للثروات والتكافؤ في المبادلات التجارية العالمية. ورأى المشاركون في العولمة تحديا حقيقيا للثقافات والحضارات مما يدعو إلى تدعيم التكافل بين الشعوب وتعزيز تنوعها الثقافي بسلوك منهجي قائم على الحوار المؤدي إلى زيادة الوعي بالقيم المشتركة بين الشعوب جميعا..وشددوا على حق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة وفي التنمية الشاملة المستدامة. وتبعا لذلك أوصى الإعلان بإنشاء خلية للتفكير لتقديم المقترحات تتولى مراجعة التصور الفكري والسياسي للتعاون الدولي والتفكير في إيجاد إشكال جديدة للاستفادة من الموارد البشرية والمالية واعتماد برامج تعاون بين الدول والمنظمات الحكومية والهيئات الخاصة. ودعا إلى تنسيق الجهود بين الحكومات والهيئات الدولية والاقليمة والأهلية وخاصة منظمات اليونسكو والاسيسكو والالكسو والمنظمة الفرانكفونية ومجلس أوروبا من اجل تعزيز آليات التواصل والتفاعل والتحالف بين الحضارات والى إدماج التنوع الثقافي في جميع نصوص تأسيس المنظمات الإقليمية والثقافية والدولية... إلى جانب إعطاء مكانة أفضل للثقافة في علاقة التعاون الثنائية ومتعددة الأطراف. وحث الإعلان على تعزيز دور المجتمع المدني خاصة في مجال الأقليات والمهاجرين معلنا الحاجة إلى إقامة شراكات بين المؤسسات الدولية والإقليمية ومؤسسات القطاعين العام والخاص من اجل تعزيز التعاون مع البلدان النامية. وأكد على توحيد الجهود لمعالجة قضايا التنمية في العالم والربط بين شباب العالم في مشاريع تمكنهم من العمل سويا وصولا إلى شبكة عالمية لخدمة القضايا المتعلقة بحوار الثقافات والتنوع الثقافي. وحث على الالتزام بتنفيذ اتفاقية اليونسكو لحماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي والإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي. وانتهى عند دعوة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى إعلان عام 2010 سنة عالمية للشباب داعما دعوته إلى عقد مؤتمر دولي للشباب خلال العام نفسه تحت إشراف الأممالمتحدة وبالتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة.