شهدت مدينة أصفهان وسط إيران مرة أخرى حوادث قذف فتيات بالحمض الكيماوي الحارق، حيث أبلغت 11 فتاة عن اعتداءات كهذه في الأسبوع الماضي، بالإضافة الى عشرات في طهران ومدن أخرى. وتدعي أجهزة إعلام النظام ان الرش تم بواسطة أشخاص «مجانين» أو لهم مواقف ثأر وانتقام من أسر الفتيات! لكن جميع اللواتي تعرضن للرش أكدن انهن هوجمن من قبل عناصر دينية متطرفة لها سلوك أسوأ من عناصر داعش وطالبان، والسبب هو عدم التزامهن بالحجاب الكامل، أي الكشف قليلاً عن خصلات من شعرهن فقط! ووفقا لما نشرته صحيفة القبس الكويتية اليوم الاحد 19 اكتوبر ففي أصفهان، تعيش النساء حالة من الرعب منذ أيام، بعد ان اعتدى راكبو دراجات نارية على فتاة في ال 27 من عمرها باستخدام مادة الحمض الحارقة، أثناء قيادتها السيارة وسط المدينة. ولم تتضح بعد أسباب الاعتداء، لكن انتشرت في المدينة رسائل تهديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف النساء اللواتي لا يضعن الحجاب بشكل كامل. ووفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية التي استندت الى شاهد عيان كان في مكان الحادث، فقد كانت المرأة المعتدى عليها ترتدي حجاباً عادياً، لكن رغم ذلك تم استهدافها وأصيبت بحروق خطرة على مستوى الوجه واليدين، مما أدى الى نقلها على وجه السرعة للمستشفى. من جانبها، أكدت سلطات المدينة ان الفعل غير معزول، لأن سيدة أخرى واجهت أيضاً «أخيراً» اعتداء بمادة الحمض في المدينة، لكن لم تتبين لحد الآن أسباب هذه الحوادث. ونقلت «لوموند» الفرنسية عن راديو «زمانة» الإيراني ان هذه الاعتداءات وقعت بينما صادق البرلمان الإيراني على أول مسودة لقانون ينص على منح هامش كبير للعمل، وحماية قانونية للمنظمات والأشخاص المكلفين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وان تمت المصادقة على هذا القانون، فإن عقوبة أي «مقاومة أو تهديد أو شتم» يطال الأشخاص المكلفين بالسهر على العفة ومكافحة الانحراف في المجتمع، ستكون السجن ودفع غرامة مالية. وأما في ما يتعلق بالنساء اللواتي يرتدين الحجاب بشكل غير كامل، فسيجبرن في البداية على حضور دروس تخص السلوكيات الجيدة، وفي حال الرفض ستتم ادانتهن بدفع غرامة تصل الى مليون تومان أي ما يعادل 250 يورو. تهديدات حزب الله في لبنان وكانت جماعة حزب الله إيران هددت بتنفيذ عمليات انتقامية في حال انتشار ظاهرة عدم التحجب. وأصدر مجلس الشورى (البرلمان) أخيراً قراراً بإلزام النساء والفتيات بالحجاب الكامل، لكنه دعا الى تطبيق هذا القانون بواسطة قوى الأمن الداخلي، وليس وصفها بالعناصر غير المسؤولة، أي جماعة حزب الله التي يشبهها الكثيرون في إيران بانها نسخة من تنظيم داعش، في الوقت الذي لا يتوقف فيه الرئيس حسن روحاني عن انتقاد شرطة الآداب والتعهد بالسماح بالمزيد من الحريات.