واشنطن - أ ف ب - أنجز باحثون أميركيون أول نموذج ثلاثي الأبعاد قادر على تقليد وظائف أنسجة المخ الحية، ما يمنح فرصاً جديدة لدرس كيفية عمل الدماغ وأمراضه، والآثار التي تحدثها الصدمات، بحسب نتائج دراسة علمية حديثة. وهذا النموذج الذي يعيد إنتاج بنية معقدة للقشرة المخية، يظهر تفاعلات حيوية كيميائية وكهربائية فيزيولوجية، وبإمكانه العمل في داخل المختبر على مدى أشهر، وفق هؤلاء الاخصائيين في الهندسة الحيوية، الذين نُشرت نتائج دراستهم في تقارير الأكاديمية الأميركية للعلوم. من ناحيته، أشار ديفيد كابلان رئيس قسم الهندسة الحيوية الطبية في جامعة تافتس، والمشرف الرئيسي على هذه الدراسة إلى أن «ثمة فرصاً ضئيلة لدرس وظائف دماغ حي، وبالتالي هذا حقل أبحاث يجب إيجاد خيارات جديدة فيه لفهم العديد من الاضطرابات العصبية ومعالجتها». مسارات الدماغ وعوضاً عن محاولة إعادة إنتاج كامل المسارات في الدماغ، أنجز هؤلاء الباحثون نموذجاً قياسياً يعيد إنتاج الخواص الأكثر ضرورة للوظائف الفيزيولوجية لأنسجة المخ. بدورها، لفتت مين تانغ شومر، الباحثة في جامعة تافتس، الى ان هذا النسيج حافظ على قدراته في المختبر لتسعة أسابيع على الأقل، أي لوقت أطول بكثير، بالمقارنة مع زراعة الخلايا الدماغية بالكولاجين وحده». وأشارت الى ان النسيج الغشائي الأكثر سماكة يسمح بإيجاد شبكة من الاتصالات العصبية الضرورية لعمل الدماغ. ومع هذا النموذج، تمكن الباحثون من تحليل الآثار المتعددة للاضطرابات الدماغية، وبينها الأضرار على المستوى الخلوي، والنشاط على مستوى الفيزيولوجيا الكهربية، بالإضافة إلى التغييرات العصبية الكيميائية الناجمة عن الإصابات. .