طالب فنانون بإعادة حصتي الرسم والموسيقى للفصول الدراسية وإدراج الحصة الفنية ضمن الجدول الدراسي. وحمّل الفنان سليمان داؤود وزارة التربية والتعليم مسئولية غياب الأنشطة الفنية لدى طلاب المدارس، مشيراً أن الحصص الفنية كانت تمثل منعطف هام لدى الطلاب في الفترة الماضية. وطالب من حكومة الوفاق أن تعتمد سياسات دراسية بشكل علمي ونفسي مدروس بشكل صحيح، مضيفاً أن الفنون في المدارس من شأنه ترويض الطلاب باتجاه عدم التعصب، وتخفيف الضغوط اليومية والدراسية عنهم. من جهته قال الفنان سلطان الجعدبي أن أغلب الفنانين في اليمن تم اكتشاف مواهبهم في المدارس أثناء حصص الفنون، مشيراً أنه خلال فترة الثمانيات كان ينعم الطلاب بدراسة الفنون على أيدي خبراء استطاعوا تخفيف وطأة التحصيل العلمي من خلال تهدئة نفسياتهم بالموسيقى والرسم. وعلى السياق قال المخرج عبدالله يحيى إبراهيم أن الجيل الجديد تم حرمانه من دراسة الفنون على عكس الجيل السابق، وهذا ما صنع فجوة في استيعاب الفنان اليمني وتقبله في المجتمع المحلي. جاء ذلك خلال مهرجان أعيادنا غير11 الذي تنظمه فرقة النوادر الفنية وناقش في يومه الثاني قضية اهمال الحصص الفنية في الفصول الدراسية. وقال الفنان نادر المذحجي رئيس اللجنة التحضيري للمهرجان أن المجالات الفنية في الأنشطة المدرسية اختفت ولم يلتفت أحد إلى أن التفوق يتحقق بالصفاء الذهني للطالب الذي يتحقق من خلال الموسيقى. وأشار أنه ورد في تقرير صحفي قول الدكتور عبدالملك الشرفي أن حصص الموسيقي والفن تعطي راحة لمخ الطفل وسط يوم مشحون بحصص التحصيل العلمي وتنمي قدرات الطفل الإبداعية وتعمل على تنشيط خلايا المخ وتعد سببا مباشرا في ابراز مواهب التلميذ المختلفة. مشيراً إن حصص الموسيقى تنشط حاسة اللمس والسمع والتذوق الفني وتكشف عن مواهب الأصوات الجميلة للأطفال وتعطيها فرصة التدريب وتساعده على التحصيل الدراسي لشعوره بالتميز وحصص الرسم تنمي في الطفل حاسة البصر وقوة الملاحظة والتخيل والتذوق وتتيح فرصة التعرف على أي عيوب في نظر الطفل مبكرا فيتم علاجه بسرعة. وقال خلال كلمة اللجنة التحضيرية أن غياب تلك الأنشطة من المدارس يؤدي إلى كسل الطفل الذهني والجسدي وعدم تفريغ طاقته بشكل ايجابي مما يجعله يتجه إلى تفريغها في إيذاء من حوله بالسلوكيات غير السوية. وبحسب تقارير مختلفة فإن الاستماع إلى الموسيقى تساعد الطفل على إخراج ما بداخله على الورق في الرسم أو بالفنون التشكيلية، وأفادت أن العلاج النفسي بالموسيقى معترف بها ولها نتائجها الإيجابية كالحد من مظاهر العنف لدى بعض التلاميذ من خلال العزف على بعض الآلات الغنائية. وطالبت اللجنة التحضيري من وزارة التربية والتعليم بإعادة حصتي الرسم والموسيقى للطلاب خصوصاً في المراحل الأساسية، وذلك لما لها من أهمية بالغة في تكوين سلوك إيجابي وسلمي للطفل، حتى نتمكن من تربية جيل جديد خالٍ من العنف والتطرف والإرهاب. ويأتي المهرجان بنسخته الحادية عشرة بتشجيع من أمانة العاصمة وقيادة المجلس المحلي وبرعاية عدد من الشركات التجارية في مقدمتها شركة سبأفون للهاتف النقال، وتم خلال اليوم الثاني استضافة الفنان عبدالله يحيى إبراهيم والفنان سلميان داؤود والفنان سلطان الجعبي والفنانة شرين. هذا وسيعمل المهرجان خلال فعالياته المختلفة على تكريس فقرات للتوعية بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل لتقديم الواجب الوطني تجاه تدعيم الأمن والسلم في اليمن.