قدم الباحثان خالد الأسعد والبروفسور الدنماركي فيين أوفه ويدبرغ هانسن في كتابهما زنوبيا ملكة تدمر والشرق دراسة شاملة عن تاريخ مدينة تدمر وحياة ملكتها زنوبيا التي حققت شهرة واسعة ومكانة لائقة لها إلى جانب نساء الشرق القديم الشهيرات مثل الملكة البابلية سميراميس والمصرية كليوباترا وملكات البتراء وغيرهم. وقال الباحثان إن زنوبيا وحياتها الدرامية استرعت انتباه كتاب السيرة العرب وشحذت صفاتها كشخصية عسكرية وسياسية قرائح الشعراء الذين افتتنوا بحياتها وفتوحاتها وبنهاياتها الأخيرة في بلاد الغربة. وأشار الباحثان إلى ان تدمر شكلت خلال فترة حكم أسرة الملك اذينة وزنوبيا ما بين أعوام 235 و273م قوة كبيرة بنفوذها وعلاقاتها التجارية وتطورها العمراني الواسع من خلال شبكة الطرق البرية والبحرية الممتدة من الصين حتى قادس على المحيط الأطلسي حيث كان التدمريون تجارا عالميين استفادوا من أرباح التجارة الدولية التي أقاموها وبنو محطاتها ونظموا قوافلها وحمو طرقها مستفيدين من علاقاتهم مع روما وفارس. وأوضح الباحثان أن تدمر شكلت أيضا نقطة التقاء لجميع الناس كأغنى وأجمل المدن في العالم على طريق الحرير وهذا ما أكدته آثارها التي ما زالت قائمة حتى اليوم لاسيما معبد بل أكبر معابد المدينة والشارع الطويل وما يتضمنه من أبنية أهمها المسرح والمعبد القيصري وحوض عرائس الماء إضافة إلى الحمامات بأعمدتها الغرانيتية الضخمة وقوس النصر ونبع أفقا المقدس وغيرها.