رويترز) - حذرت قيادات الاديان الستة الرئيسية في فرنسا الحكومة يوم الاربعاء من اجراء نقاش مزمع عن الاسلام يقولون انه قد يؤدي الى وصم المسلمين واذكاء الانحياز ضدهم مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في البلاد العام القادم. وفي معرض تقييمه للقضية التي تثير الانقسام في صفوف حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الذي يتزعمه الرئيس نيكولا ساركوزي قال مؤتمر القيادات الدينية في فرنسا ان النقاش بشأن احترام النظام العلماني في فرنسا لا يمكن الا أن يؤدي لزيادة الغموض في وقت مضطرب. ويعتزم الحزب الحاكم في فرنسا اجراء نقاش وطني بشأن العلمانية الاسبوع القادم لكن منتقدين نددوا به واعتبروه محاولة لكسب أصوات ناخبين تركوا الحزب واتجهوا لتأييد حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف طبقا لاستطلاعات الرأي التي أجريت الاسبوع الماضي مما قد يجهض امال ساركوزي في الفوز بفترة رئاسية ثانية عام 2012. وفي محاولة من جانبهم للتأكيد ان العقيدة يجب أن تعزز التناغم الاجتماعي قالت القيادات الدينية ان النقاش يمكن أن "يلقي بظلال على هذا المنظور ويذكي الغموض الذي لن يؤدي الا الى الانحياز." وتساءلت هذه القيادات في بيان مشترك نادر الحدوث "هل يمكن أن يكون حزب سياسي هو المنبر الصحيح لقيادة هذا الامر حتى لو كان حزب الاغلبية؟". ووقع على هذا البيان قادة الديانات الاسلامية والكاثوليكية واليهودية والبروتستانتية والارثوذكسية والبوذية. وشكلت القيادات هذا التجمع العام الماضي لتنسيق نهجها تجاه القضايا الدينية في النقاش الوطني. ورفض جان فرانسوا كوب الامين العام لحزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الاتهامات باشاعة الخوف قائلا ان هذا النقاش بشأن كيفية احترام النظام العلماني سيضمن المساواة لكل الاديان. لكن كثيرا من المنتقدين يقولون ان القضايا التي يركز عليها حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية مثل حجاب المرأة والطعام الحلال في مقاصف المدارس وصلاة المسلمين في الشوارع خارج المساجد كلها تستهدف الاسلام. وقالت القيادات الدينية ان فرنسا عقدت الكثير من النقاشات الجادة والمطولة بشأن نظامها العلماني الذي تبنته عام 1905 لفصل الكنيسة عن الدولة وتساءلوا عن جدوى عقد نقاش اخر. وقال هؤلاء القادة "نحن نعمل من أجل علمانية الفطرة السليمة". واضافوا "العلمانية لا يمكن فصلها عن قيمنا الاساسية وبشكل خاص كرامة واحترام الانسان." وعبرت قيادات دينية عن دعمها للمسلمين الذي يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين نسمة مما يجعلهم ثاني أكبر طائفة في فرنسا بعد الكاثوليك. وقال الحاخام جيل برنهايم زعيم الطائفة اليهودية في فرنسا الاسبوع الماضي "من الصعب في الغالب أن تكون مسلما في فرنسا." وأضاف برنهايم في حديث لصحيفة لو موند "هذه الصعوبة تزداد سوءا اليوم في هذا المناخ غير الصحي والذي تفاقم بالحديث الذي يقسم أكثر مما يوحد." وانضم رئيس اتحاد البروتستانت في فرنسا القس كلود باتي الى رجال الدين المسلمين واعلن عن انه قد يقاطع مناقشات المائدة المستديرة التي يعتزم حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية اجراؤها في الخامس من ابريل نيسان. ومن المقرر أن تضع هذه المناقشات التي ستجري في فندق بباريس الثلاثاء القادم قائمة من الاقتراحات يمكن أن تطبق سريعا لمواجهة ما يعتبره الحزب الحاكم انتهاكات للنظام العلماني.