عثرت دائرة آثار ريف دمشق على طاحون أثرية في بلدة دير العصافير في غوطة دمشق تعود إلى العصر الإسلامي الباكر الأموي وبداية العباسي من القرن السابع وحتى التاسع للميلاد. وقال محمود حمود مدير آثار ريف دمشق في تصريح لسانا إن هذه الطاحون من أقدم بقايا الطواحين المعروفة في المنطقة التي مازالت تحافظ على الكثير من معالمها وعناصرها مشيرا إلى أنه تم الاعتماد في عملية بنائها على الكثير من العناصر المعمارية الأقدم العائدة للعصر الروماني والتي كانت جزءا من معبد مكرس للإله زيوس بين القرنين الأول والثالث الذي يعتقد أنه كان قائما في مكان لايبعد عن موقع الطاحون أكثر من بضع مئات من الأمتار قرب نبع حاروش الذي كان من أغزر ينابيع الغوطة. وبين حمود أن الدائرة اكتشفت ثلاثة نصوص منقوشة على حجارة كلسية قاسية أعيد استخدامها في بناء الطاحون مكتوبة باللغة اليونانية القديمة التي ظلت تستخدم في العصر الروماني وخاصة في النصوص الدينية. وأوضح مدير آثار ريف دمشق أن أحد هذه النصوص مقدم من رجال الحي العسكري لزيوس كبير آلهة اليونان والرومان فيما تضمن النقش الثاني نصا جنائزيا لزينون ابن ديودوتوس أما النقش الثالث فكان عبارة عن نص على مذبح على شكل تاج عامود مقدم من رجلين صالحين للإله زيوس والتوءم ديوسكريوس كاستور وبولوكس الملازمين له. وأشار حمود إلى أن الطاحون تحتوي على 6 رحى بازلتية كبيرة الحجم وأدوات طحن مختلفة إلى جانب عدد من الرحى صغيرة الحجم أما آلية عملها فكانت تعتمد على طاقة المياه المستجرة من الينبوع القريب من الموقع حيث تصب على دولاب خشبي مرتبط بمحور مع اثنتين من الرحى توضع في الطابق الأعلى مؤلفة من قسمين السفلي ثابت والعلوي متحرك تدوران مع دوران الدولاب الخشبي.