عثرت بعثة التنقيب الأثرية الوطنية العاملة بجوار موقع مار تقلا في عين منين بمحافظة ريف دمشق على عدد من القاعات المنحوتة في الصخر وبعض المدافن العائدة للعصرين الروماني والبيزنطي من القرن الأول حتى الرابع للميلاد. وقال محمود حمود مدير آثار ريف دمشق إن البعثة اختتمت موسمها التنقيبي بالكشف عن قاعات منحوتة في الصخر تحتوي إحداها على ثلاثة مذابح للتقديمات الدينية تقام فيها الطقوس الدينية للمعبد المجاور الذي تم الكشف عنه خلال المواسم السابقة. وبين حمود أن البعثة عثرت أيضاً على عدد من المدافن بئرية الشكل منحوتة في الصخر من بينها مدفن جماعي يحتوي على حوالي 15 قبراً توضع اثنان منها في مستوى أدنى تحت الممر الذي يفصل بين القبور الموجودة في المستوى الأعلى. وأوضح مدير الآثار انه تم العثور في هذه المدافن على بعض قطع الأثاث الجنائزي من ضمنها أساور وخواتم برونزية والأواني الزجاجية على الرغم من تعرضها للتخريب والاعتداء منذ فترة طويلة لافتاً إلى أن هذه المكتشفات تدل على أهمية المنطقة خلال العصرين الروماني والبيزنطي اللذين شهدا كثافة سكانية عالية وإشغالات واسعة وقال ان هذه اللقى يمكن ان تضاف الى مجموعة اللقى الأثرية التي تم الكشف عنها في المنطقة سابقا لتشكل مجموعة متحفية قابلة للعرض وخاصة أن محافظة ريف دمشق تخطط لإقامة متحف للآثار خاص فيها بالقرب من موقع جبل مار تقلا. يشار إلى أن الموقع يضم عدداً من المعابد المحفورة بالصخر التي تعود للعصر الروماني وقد عثر فيه سابقا على الكثير من اللقى الأثرية الهامة من بينها تماثيل ودمى طينية ونقوش كتبت باللغة اليونانية القديمة. يذكر أن أقدم السويات السكنية في عين منين تعود لمنتصف الألف الأول قبل الميلاد ثم للفترة الهلنستية تليها الرومانية والبيزنطية.