عثرت دائرة آثار ريف دمشق على نصب بازلتي في قرية ميدعا (حوالي 25 كم شرقي دمشق)، وهو عبارة عن حجر أبعاده 70 × 40 × 50 سم، كان مستخدماً في بناء إحدى زوايا جامع البلدة القديم. ويقول /محمود حمود/ رئيس دائرة آثار ريف دمشق، إن هذا النوع من النصب التذكارية شاع استخدامه في عهود فراعنة مصر تخليداً لذكرى معينة. ويعود تاريخ هذا النصب إلى عهد الفرعون رعمسيس الثاني (أشهر ملوك الأسرة التاسعة عشرة في عصر الدولة الحديثة حوالي 1580 1090 ق م) الذي استطاع السيطرة على الجنوب السوري أثناء حكمه وحاول التقدم إلى الشمال إلا أن الحثيين الذين كانوا يسيطرون على الشمال التقوا مع المصريين في معركة قادش قرب حمص (حوالي عام 1285 ق م) انتهت بمعاهدة بين المصريين والحثيين تقضي باقتسام النفوذ على سورية، وتبعية جنوب حمص للمصريين، وشمال حمص للحثيين.. بعدها ساد جو من السلام والعلاقات المتبادلة. ومن خلال القراءة الأولية للنص، تبين أنه يؤرخ لعهد الملك رعمسيس الثاني (1290 1224 ق م)، ويتألف من قسم منحوت في الأعلى تظهر فيه ساق الملك تتجه نحو اليمين وخلفها قدم الإله الشهير آمون, وفي الأسفل قسم مكتوب يتألف من عدة أسطر, يرد فيه اسم الملك (محبوب الإله آمون), ثم تاريخ كتابة النقش (وهو غير واضح), وينتهي بذكر بعض العبارات التي تمدح الملك وتمجده, وهي شائعة الاستخدام في مثل هذه النقوش. ويضيف المهندس ابراهيم عميري رئيس شعبة المباني في دائرة آثار ريف دمشق: يعتقد أن مصدر هذا النصب التذكاري هو التل الأثري الذي بني عليه الجزء القديم من قرية ميدعا، الذي يضم على الأغلب سوية أثرية تعود لنفس الحقبة، وهو أحد التلال الأثرية المنتشرة في منطقة المرج على أطراف البادية السورية التي تشير إلى العمران الكثيف الذي شهدته خلال العصور القديمة. يأتي هذا الاكتشاف ضمن أعمال بعثة المسح الأثري التي تقوم بها دائر آثار ريف دمشق منذ عام 2002 وشملت مختلف مناطق المحافظة كالقلمون ووادي بردى والزبداني وجبل الشيخ ومنطقة الجنوب والغوطة والبادية.. وأدت إلى الكشف عن أكثر من مئة موقع أثري جديد في محافظة ريف دمشق تعود لمختلف العصور، تقوم الدائرة بدراستها وتسجيل الهام منها