رافع وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم خلال افتتاحه أمس أشغال الندوة الدولية حول ''تعريب التعليم والتنمية البشرية'' التي ينظمها المجلس الأعلى للغة العربية في العاصمة، لصالح أهمية التعريب في جميع أطوار التعليم باعتباره ''اللبنة الأساسية لأي تنمية بشرية'' وأن حرية الشعوب العربية لن تكتمل إلا إذا تحررت ألسنتهم وأفكارهم من مخلفات الاستعمار الذي عمل جاهدا على طمس الهوية الوطنية بفرض لغته. مضيفا أن الدولة حريصة على تكريس العربية في جميع المجالات السياسية والتشريعية والثقافية والعلمية مما سيسمح بمواكبة حركة التنمية البشرية من خلال تفعيل دورها عبر التعريب ونشره وترقية البحث اللساني والعلمي. ومن جانبه، أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية محمد العربي ولد خليفة في كلمته أن التحصيل العلمي باللغة الوطنية يوفر الجهد ويرفع من كفاءة المتكونين في الميادين التي يعملون فيها بعد التخرج، ويضمن النشر الأفقي للمعرفة وتقبل الحقائق الثابتة في العلم الحديث، معتبرا أن ''الترجمة هي الأكسجين الذي ينعش اللغة ويثري رصيدها الفكري والإبداعي باعتبارها أهم وسيط لاستيعاب المعرفة ونقل التقنية''، مضيفا أن الدولة استثمرت بسخاء في قطاع التربية والتعليم عبر كافة الأطوار خلال العشرية الأخيرة، حيث تضاعفت الميزانية المخصصة للتربية والتعليم العالي إلى حد كبير. وفي السياق ذاته، أشار مدير المركز السوري للتعريب والترجمة زيد العساف إلى دور العربية في التواصل والمعرفة بين دول الوطن العربي والتي ميزته عن باقي المجتمعات والثقافات التي حاولت مرارا الانقضاض عليه وطمسه، مؤكدا أن التعليم باللغة العربية ركن أساسي ومحوري في تفعيل التنمية البشرية واستخدام العربية في جميع مراحل التعليم لا يعني استبعاد اللغات الأجنبية التي تسهل التواصل وتبادل الخبرات. وعلى هامش أشغال الندوة، دعت مديرة المعهد العالي للترجمة إنعام بيوض ل''البلاد'' إلى ضرورة وجود إرادة وقرار سياسي لترقية اللغة العربية والنهوض بها بإدراجها في التعليم العالي كونها جزء مهم في مخططات التنمية البشرية.