حمد العسعوس يستحضر ابن زيدون في رثاء غازي القصيبي لا تدفنوه فان الدفن يرفضه لم يحظ شاعر سياسي بحب شعبي ورسمي جارف في القرن الحالي بمثل ما حظي به المواطن السعودي غازي عبد الرحمن القصيبي غفر الله له ، نعاه الديوان الملكي السعودي في سابقة هي الاولى في وزير من خارج الاسرة الملكية ، ونعته الجامعة العربية واتحادات الكتاب في عدد من الدول العربية ورثاه قادة رأي وفكر وفقهاء في السعودية وغيرها كان هذا الحب الطاغي بسبب ما كان للفقيد من رجولة وصدق ووطنية وقومية صادقة وحب للخبر وللأمة الشاعر السعودي "حمد العسعوس استحضر روح قصيدة ابن زيدون لا تعذليه في رثاء فقيد الأمة سهيل غازي القصيبي" اكبر أبناء الفقيد تسلم القصيدة في مجلس العزاء الذي أقيم في العاصمة السعودية: لا تدفنوه فإن الدفن يرفضه..! احْتَرْتُ في الأمرِ .. والمَكْلُومُ يَحْتَارُ وَكَمْ تَعَصَّتْ - على المَكْلُومِ - أشعارُ هلْ ما أرى قمراً - بالغيمِ نَدفِنُه أمْ بَحْرَ فكرٍ .. وهذا الدَّفنُ إبحارُ..؟! ترفَّقوا برفاتٍ كنتُ أحسبُه بدراً .. فإنَّ رُفاتَ البدرِ أنوارُ..! يا حاملي التُّرْبَ - مهلاً - إنكمْ أبداً لنْ تدفنوا البحرَ .. إنَّ البحر مَوَّارُ..!! لا تدفنوهُ .. فإنَّ الدَّفنَ يرفضهُ لا تدفنوهُ .. فإنَّ الدَّفن إنكارُ..؟! هذا الذي بين أيديكم جنازتُه بدرٌ .. وبحرٌ .. وإبداعٌ .. وأفكارُ هذا الذي بين أيديكم جنازتُه نَوْءٌ .. وضوْءٌ .. وأشعارٌ .. وأسرارُ هذا الذي بين أيديكم جنازتُه عِلمٌ .. وحلمٌ .. وإقدامٌ .. وإصرارُ هذا الذي بين أيديكم جنازتُه مجاهدٌ .. مُخْلِصٌ .. حُرٌّ .. ومِغوارُ مصيبةُ الناس - لو زادتْ مصائبُهمْ أنْ يفقدوا قمراً في ضوئهِ ساروا..! سلوا المصابيحَ - كي تحكي حكايته سلوا المُعاقين - كي تبكيه آثارُ سلوا المَصَحّاتِ - كي تروي مواقفهُ سلوا السفارات - كي ترثيه أخبارُ سلوا الدواوين - كي تُلقيِ قصائده سلوا الروايات - كي تتلوه أحْبَارُ يا راحِلاً .. ومياهُ النَّهر قد زَحَفَتْ لَسوْفَ تجري - على ذكراكَ - أنهارُ وسوف نغزُو - على خيلٍ تركتَ لنا وسوف تمتدُّ - بَعد العُمرِ - أعمارُ وسوف نمشي - على ضوءٍ سطعتَ بهِ وسوفَ تسطعُ أقمارٌ .. وأقمارُ يا غازيَ الليل .. إنَّ الليل مُنهَزمْ مهما تَطَاوَلَ .. ، والإصباحُ هَدّارُ بَنَيْتَ أوّلَ دَوْرٍ في انتقالتنا وسوفَ تَسْمُقُ - فوق الدَّوْرِ- أدوارُ فارقُدْ بقبركَ - لا هَمَّاً تُطارحه فقدْ وفَيْتَ، ولم تهزمكَ أعذارُ وارقُدْ - هنيئاً .. مريئاً .. وانتظرْ مطراً يهمي على عُشبِنا..، تتلوه أمطارُ نَمْ - في سريرك - لا يأسٌ، ولا وَجَلٌ فإنّ مَن بدأ الإبحارَ سَيّارُ..! أرثيكَ..؟ - لا - لستَ من تُرثى نهايتُه نهايةُ الرَّمزْ مِشوارٌ.. فمِشوارُ..! أبكيكَ..؟ - لا - لستَ من نبكي حكايته مع الرَّحيلِ .. تُرى هلْ ماتَ بَشَّارُ..؟! آهٍ - على راحلٍ أكفانُه حَمَلتْ أحلامَنا - وهي أغصانٌ، وأزهارُ.! آهٍ - على راحلٍ أكفانُه حَمَلتْ صُبحاً تَشَكَّلَ، وازدانتْ بهِ الدارُ..! يا أيُّها القبرُ.. كُنْ للضيف مُتَّكأً فضيفُكَ - اليومَ - مصباحٌ، ومسْبَارُ وضيفُكَ - اليوم - عاش العُمْرَ مؤتلِقاً في كلِّ أرضٍ - له - قَدْرٌ، وإكبارُ وضيفُكَ - اليومَ - مجبولٌ على ثقةٍ في بَرِّنا جَمَلٌ .. في البحرِ بحّارُ..! ما كُنتُ أحسَبُ أنِّي سوفَ أفقدُه لكنَّها سُنَنٌ تجري، وأقدارُ..!! للعيشِ تأخذُنا أسفارُ رحلتنا وسوفَ تأخُذُنا - للموتِ - أسفَارُ حمد بن أحمد العسعوس