كلمة "حلال" ارتبطت اخيرا بمستحضرات ومنتجات التجميل، وهي صناعة آخذة بالنمو بشكل مضطرد. وقد بدأت مستحضرات ومنتجات التجميل "الحلال" تروج في اسواق بريطانيا بعد ان حققت مبيعات جيدة في بعض الدول العربية واندونيسيا وماليزيا. من منزلها في وسط انجلترا، وتحديدا في مدينة برمنجهام، شرعت سامينا اختر بمشروعها التجاري لتسويق مستحضرات ومنتجات التجميل المستوردة من استراليا، بعد ان تفحصها جهة مختصة للتأكد من انها "حلال". ورغم اختلاف الآراء والاجتهادات في ضرورة استخدام مساحيق التجميل، هناك الكثير من المسلمات في بريطانيا سعيدات بتعدد خياراتهن في الاسواق. تقول سامينا: "استشعرت وجود حاجة في الاسواق لتلك المنتجات، وصار لدي زبائن من جميع انحاء انجلترا واسكتلندا، وجائتني طلبات من ماليزيا وامريكا". ويوجد في بريطانيا نحو مليون مسلمة، وهو عدد آخذ في التزايد باضطراد، وهو ما رأت فيه سامينا فرصة لتوفير منتج خاص لهن يتناسب مع معتقدهن، ومنفذ لعمل تجاري ناجح. وتقول سامينا ان منتجاتها "الحلال" تجعل من السهل على المسلمات اداء الفرائض من دون الحاجة الى التخلص من المكياج. الا ان بعض رجال الدين يختلفون في الموقف الفقهي من قضية المكياج، فيرى بعضهم انه غير جائز اسلاميا، ويرى آخرون انه غير مضر. ويقول الشيخ هيثم الحداد، وهو احد الائمة البارزين في بريطانيا، انه "في حال احتوى المنتج على عناصر مستخرجة من حيوانات ميتة، او من خنازير، او من كلاب، او انه يحتوي على الكحول، فانه غير شرعي". الا ان يضيف قائلا ان اجتهادات اخرى تتحدث عن التحريم من باب كمية المواد الممنوعة شرعا في اي مكون من مكونات مكياج المرأة. ويقول ان بعض المعتدلين لا يرون ضررا من وجود كمية ضئيلة من الكحول في انواع المكياجات المختلفة. ويرى آخرون، حسب قوله، انه في حال تغير العنصر المحرم شرعا الى مكون كيميائي آخر فانه يصبح مشروعا، كما يقول بعض الفقهاء. لكن الحداد ينصح المسلمات بتوخى الحيطة والميل نحو الخيارات التي لا لبس او شبهة فيها، والابتعاد عن ما هو مشكوك فيه او مريب. وتقول سامينا انها لاقت اهتماما متزايدا لمنتجاتها من المكياج "الحلال" من اندونسيا والولايات المتحدة واماكن اخرى من العالم، وترى ان المسلمات يسعين لتنويع اختياراتهن. (