حسنا دعوني أعترف بجهلي بمعرفة المعلم العلم الشاعر محمد إسماعيل جوهرجي، ربما تحمل مناهج النصوص من أكثر من أربعين عاما تبعات هذا الجهل مني وربما كثر من أجيالي وربما من اللاحقين. لكن فعل وزارة الثقافة والإعلام في معرض الرياض الدولي للكتاب بتكريم الشاعر المكي هذا كان عملا ما أظنه مسبوقا في تكريم مواطن من الرواد في مناسبة ثقافية عالمية في الوطن، وهنا فقد تبدد بعض ما كنت به جاهلا أي غير عالم أو معلم !. ارتقى الرجل خشبة المسرح ليلقي قصيدة بمناسبة المعرض مجد فيها نساء رائدات كرمهن الوطن لريادتهن. قرأت بعضا من الشعر للرجل في كتيب صغير أصدر بمناسبة المعرض قدم له الدكتور ناصر الحجيلان استاذ النقد في جامعة الملك سعود وكيل وزارة الثقافة والإعلام، وثقفت بعضا في ساحات الشيخ جوجل وموقع عبد المقصود خوجة الرمز الوطني الحفي بالريادة والرواد. وأحمد الله أن شردت بي هذه المعلومات من الجهل إلى العلم، أما وقد حصل هذا فإن المقام يستدعيني أن أسجل بعض الاعتذار لهذا الرجل الوفي باسم أجيال ومجايلين ولاحقين وأطلب إلى وزارة التربية والتعليم أن تستدعي في مناهج النصوص بعضا من شجن وجواهر الكلم من والدنا الكبير الجوهرجي فلعل هذا يسير في ركب تبادل الوفاء من الأجيال ليري الوطن وبنيه وبناته أنه القائل : أنا لا أكتب شعري في الورق. إنما أرسمه فوق الشفق! لكن ما يستحق مني هنا ذكره أن أسرد بعض أبيات شعر كانت وفاء من الرجل الشهم لحليلته وأم بنيه أم هاني التي أوقدت فيه لواهب الشوق والشجن: قال شيخنا الجوهرجي متعه الله بالصحة والعافية في قصيدة عنوانها محبوبتي في عامها الستين : شريكة الدرب في الخصب والجدب أرسم بالحرف أيقونة وله وحب.في عامها الستين وجه حبيبتي يحكي ضياء البدر في الظلماتهمس وإحساس وصوت ناعم كمعازف الجيتار في النغماتوتجارب ملء الحياة وخبرة مقرونة بلطافة الإنصاتستون عاما قد مضت من رحلة كالحلم مر معطر النسماتلا تفزعي منها فأنت بهية مازلت بعد ندية الهمساتأرنو إليك بكل شوق واله وبكل إحساسي وكل لغاتيفلأنت عندي ظبية حورية أهدت إلي سعادتي وحياتيوأنا على عهدي القديم موله بالهمس مفتونا وبالبسماتعهد لنا ظل الحب مشيعا بالصدق نرعاه وبالخفقاتفيه من الهمس الندي صبابة أندى من الانسام في النفحاتلا تجزعي مازلت بعد رقيقة تضفين نبع الحب في الخلجاتمازلت في عمر الربيع نضارة تنثو عبير الشوق بالنظراتأنت المراح لمقلتي ولسلوتي تحيين دفق الحب باللمساتفيعود شجو الحب لهوا غانيا يحكي هوانا حالم الخطواتونظل نحيا في شغاف مساره قلبين تحت كمامة الزهراتونقول شعرا للحياة مغردا كالطير فوق غصونها الورفاتتشدو غناء زاكيا عن حبنا فالحب عشناه بكل صفاتنبني له كوخا صغيرا حالما من فرع أغصان الشجراتونفيئ تحت ظلاله في بسمة توحي بصفوة الحب والصبواتيا عامها الستين وجه حبيبتي أبهى من التجميل بالصبغاتمازلت فيه مولها ومتيما استلهم الإحساس في إخباتفكأنني المجنون في برح الجوى وكأنها ليلى تلم شتاتيوتعيد في الدفء في شرخ الصبا من غير صد محبط الرغبات.وكم من حواء تحسد أم هاني وكم من آدم يحسد أبا هاني حسد غبطة لازوال نعمة على هذا الوفاء والنبل والعطاء.. تقبل يا سيد البيد والبطاح عذرنا وأشركنا معك في لوحة الشرف بالحب والوفاء