للأسف الشديد حول البعض الدين الإسلامي العظيم إلى منبع استثماري لجلب الأموال. وآخر تجارة سمعت بها في هذا السياق إقامة دورة تدريبية في الرقية! طبعا مدفوعة الثمن. وقبلها هناك عشرات التصرفات التي لا تجد لها معنى سوى البحث عن جلب الأموال، فثمة رسالة تدعوك لأن تكون رفيق أحد المشايخ وتحصل يوميا على رسالة صوتية أعدها لك خصيصا مع إظهار رسوم الاشتراك الشهري أو السماع لمرة واحدة. ولو أن هذا الشيخ يعد لك رسالة خاصة فإنه لن يجد الوقت الكافي لمراسلة كل المشتركين، حتى ولو كانت ساعات اليوم الواحد مائة ساعة !. وإن ارتحت من رسائل الجوال تبرع آخرون بإرسال رسائل عن مواقع الرقاة على طول البلاد وعرضها مع التسعيرة الواجب عليك دفعها. ومن يشاهد القنوات الفضائية وإعلاناتها التي فاضت هذه الأيام عن أولئك في معالجة المسحورين والمعيونين فسوف تكون سامعا قديما تعد من الرعيل الأول لمشاهدة مثل تلك الإعلانات، فقد تطور الأمر، حيث أضاف الرقاة المعلنون أن بمقدورهم معالجة جميع الأمراض من سرطان ووباء كبدي وسكري و(غرغرينا)، وأحد أصحاب هذا الإعلان يحرضك على الاتصال خلال 24 ساعة مع التأكيد على أنه هو من سيرد عليك في ال 24 ساعة!، وهناك معلن آخر (في بلد عربي) يؤكد أن لا حاجة لك بالمجيء إلى بلده، يكفي أن ترسل رسالة (مدفوعة الثمن) وسوف يعالجك عن بعد !. ولمعرفة القاصي والداني بحالتنا هذه تجد اتصالات مكررة تدل على أنها اتصالات من خارج البلد فتعاود الاتصال لتسمع رجلا يحدثك بلكنة عربية متداعية معرفا بنفسه أنه الشيخ محمد أو علي أو إبراهيم يسكن أدغال أفريقيا وقد رأى لك رؤيا جفل منها وخاف أن تصيبك وينتهي حديثه بإخبارك أنك سوف تصاب بالسرطان وأنه تبرع لوجه الله أن يقرأ (عن بعد أيضا وهو لا يعرف من تكون أصلا) ولخشيته أن تموت بالسرطان عليك مقابل (هذه القراءة) أن ترسل له ثمن بقرة سيذبحها على نيتك ويوزع لحمتها على فقراء بلده !. وإذا قفزنا الشخوص سوف نجد المنتجات والسلع تلعب بعاطفتك الدينية، فهناك الساعة الإسلامية، والجوال الإسلامي، والأزياء الإسلامية، والقنوات الإسلامية. هذا إذا لم نستثن المحاضرات والبرامج الدينية التي يستلم أصحابها المبالغ المهولة من أجل أن ينفك فم أحدهم ليتحدث فيما قال الله وقال الرسول، هذا الكم من المتاجرة يشير إلى أننا نسلك طريقا قديما سلكه قبلنا أهل الكتاب: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون). يحدث هذا من غير أي استنكار لهذه التجارة التي تبيع وتشتري باسم الله، بل على العكس تجد من يؤصل لها من خلال ذكر الأحاديث أو السير التي تجيز لهم هذا البيع وهذا الشراء .. وليس أمامنا إلا ترديد «حسبنا الله ونعم الوكيل». نقلا عن عكاظ