في نقاش صريح دار ملتقى الإصلاح والتطوير الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في الرياض في الأسبوع الماضي بمشاركة 70مواطنا ومواطنة كنت أحدهم ونقلت قناة الثقافية جلسات الملتقى الأربع .وباطلاعي على المحاور الأربعة للنقاش والتي تضمنت تعريف الإصلاح والتطوير ثم الدور المجتمعي لتحقيق الاصلاح والتطوير في المجتمع السعودي وثالثها التحديات التي تواجه برامج الاصلاح والمحور الرابع استشراف مستقبلي للإصلاح والتطوير وبقراءتي للمحاور وجدت أن هناك حاجة لرأي المواطن دون العرض الديباجي الجميل واقترحت في الجلسة اقتراحا يتركز على أهمية إجراء الدراسات الاستطلاعية لقياس الرأي العام في المملكة العربية السعودية حول قضايا الإصلاح بمختلف فروعه والتطوير بمختلف مفاهيمه وأن لا تقل العينة عن مئة ألف مواطن ومواطنة وكلما زاد العدد كان أفضل ويتم اختيارهم وفق المعايير العلمية لتحديد العينة إحصائيا وهذا مهم لمعرفة الأرضية الفعلية التي تدور عليها هذه الحوارات ومدى فهم ورغبة ومعرفة وثقة وتفاعل المواطن السعودي وماذا يريد من الإصلاح والتطوير وهذا سيوفر للمشاركين معلومات جيدة تساعدهم في الوثيقة التي يفترض أن يعدوها .وقلت عن المحور الأول بأننا أصحاب الدعوة الإصلاحية ونحن أهل الإصلاح عبر الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ 300عام فهي دعوة عقدية تقود الإنسان لدعوة التوحيد وتنجيه بعون الله من الشرك بأنواعه إلى سعادة الإنسان ورضاه بعيدا عن دعاة القبور والأضرحة والأولياء ودعوتهم من دون الله فاستقرت هذه الدعوة وهاهي ترفع لواء الدين برعايتها للحرمين الشريفين وبالتالي التواصل والتطوير على هذا النهج وعلى منهج الملك الموحد عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبنائه الملوك وأولياء عهدهم من بعده.أما الدور المجتمعي فيتمثل بصدق النية في دعم توجهات الدولة والتخلص من الولاءات والتصنيفات التي حذر منها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في زيارته لمنطقة القصيم حيث أكد على الوطنية ونبذ التصنيفات بان هذا إسلامي وهذا ليبرالي وهذا علماني وهذا صوفي وغير ذلك ولهذا نجد مشاريع رعتها الدولة وتبناها ولاة الأمر حفظهم الله وتم مباركتها من صفوة العلماء مثل الابتعاث و تأنيث بيع المحلات النسائية وجامعة الملك عبدالله وتوظيف المرأة في الأجهزة الحكومية و تعيينها في مجلس الشورى حوربت من قلة أرادت إرباك الرأي العام عبر الإنترنت ووسائل الاتصال حتى شعر المتابع أن هناك توجهاً غير صادق لديهم وإنما يريدون البلبة وإثارة الأقاويل .أما مجالات الإصلاح فهي الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام والجامعة وغيرها أما التحديات التي تواجه الإصلاح فأهمها الانفجار السكاني وارتباطه بالتخطيط وخدمات التعليم والصحة والنقل والخدمات البلدية والقروية وكذلك صغر سن أفراد المجتمع وغالبيتهم من الشباب الذين لهم نظرتهم وحواراتهم ومتطلباتهم المختلفة ثم العنوسة للجنسين وتأخر سن الزواج وصعوبته من انتقاء الطرف الآخر إلى غلاء المهور وتأمين مستلزمات الزواج . ومن التحديات كذلك بطء ورتابة الأداء العام وحاجته للتطوير والجدة والانضباط لخدمة المجتمع ومواكبة تطلعات ولاة الأمر والحزم في نوعية الخدمة لكسب رضا المواطن والمراجع ومن التحديات الفقر والبطالة وأهمية إسهام الاثرياء والتجار في التنمية والأرباح الهائلة في البنوك بحيث يسهمون في حل مشكلة الإسكان وتوفير الوظائف بدلا من تحميل ذلك على الدولة وزيادة أرصدتهم دون تفاعل إلا القلة الوطنية منهم ومن التحديات أيضا العمالة الوافدة والسائبة والمتخلفة الذين يديرون نسباً من التجارة عبر التستر التجاري وعوامل الربح السريع والتحويلات الهائلة وصنوف الغش والاحتيال أما المستقبل فينبغي الحرص على الولاء الوطني وزيادة جرعات التربية الوطنية وتقدير نعمة الأمن وأهميتها بحيث لا تقاس كما حاول البعض تضخيم واقع مايسمى بالربيع العربي بينما هناك من يسميه الدمار العربي لأننا لا نعلم ماذا سيحدث ويجب التأكيد على نعمة الاستقرار والأمن الذي تعيشه المملكة كمنطلق لأي إصلاح وتطوير بدلاً من المبالغة في التوقعات التي لا تتناسب مع المملكة ومنطلقاتها وتجربتها الوحدوية وأخيرا شكرا للمركز ومن عمل واجتهد ونظم وأسهم في نجاح اللقاء. نقلا عن المدينة