اختتمت يوم أمس جلسات لقاء الخطاب السعودي الثالث حول القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية وتناول المشاركون فيها التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية مجمعين على أن التصنيفات واقع موجود على مستويين الأول مستوى الفعل والثاني مستوى الوجود. وأكدوا على أن التصنيف أمرا لا بأس به إن كان المقصد منه التعريف والوصف شرط مطابقة الوصف للموصوف ورضا الموصوف عن الوصف وأن ينبع الوصف من ثقافتنا وليس مستورداً وأشار المشاركون في لقاء الأمس إلى ضرورة فهم مصطلح (حرية التكليف) و(التعددية الفكرية) وضبطهما بضوابط الشرع. مؤكدين أن التصنيف الفكري هو بيان للهوية الفكرية وحرية التكليف وشرط عدم المساس بالمسلمات الشرعية والثوابت والوحدة الوطنية. وأجمع المشاركين إلى أن التصنيف الفكري مذموم إذا سلب الآخرين حقوقهم الفكرية أو ترتب عليه تخوينهم. وأن التصنيف مقبول إذا صدر ممن يؤمن بالتعددية ومرفوض إذا صدر ممن لا يؤمنون بالتنوع. ولفت الحضور في اللقاء إلى خطورة الخلط بين ثوابت الدين والعادات الموروثة والتقاليد وأكدوا أهمية إشاعة ثقافة القبول بالتعددية الفكرية والمذهبية والقبلية والقوانين والتشريعات هي التي تضبط ممارسة هذه التعددية. وضرورة فهم أهداف ومصادر التعددية الثقافية قبل الخوض في مسمياتها كالتشدد والليبرالية والأمركة وغيرها. متفقين على أهمية دور الأعلام في استثمار الجوانب الإيجابية للتعددية والتنوع الفكري والقبلي والمذهبي وأن التعبير عن الأفكار ممارسة بشرية ولا ضير أن تتعدد الأفكار وتتنوع بلا مزايدة على الوطنية أو الدين. قائلين: إن نضوج المجتمعات المحلية والدولية يجعل احتكار الغيرة على الدين أمر غير مقبول وغير مقنع ومتفقين على ضرورة الاتفاق على أن التعدد والاختلاف ينبغي أن يتحول إلى مشروع فكري حضاري جديد وليس صداماً بين التيارات الفكرية. وقد ركزت الرؤى والأفكار التي توصل إليها المشاركون والمشاركات على أن المملكة العربية السعودية مكونة من مجتمع متنوع وقبائل متعددة وهذا يمكن أن يكون عنصر قوة ودعم للوحدة الوطنية المبنية على أساس المواطنة في الحقوق والواجبات إذا أحسن توجيهه وتسديده، وبالمقابل يرى المشاركون والمشاركات أن تغليب الولاء للقبيلة أو المنطقة أو المذهب أو الفكر على حساب الولاء للوطن؛ المرتكز على الشريعة مخالف للإسلام ولنظام الحكم وحقوق الإنسان. ولأن المجتمع السعودي مجتمع متنوع ومتعدد وهناك تفاوت في المفهوم والممارسة فإنه يجب استثمار هذا التباين في تعزيز الوحدة الوطنية وخدمة التنمية بما يضمن بناء مستقبل وطني حضاري موحد. فالوطن السعودي قام وتوحد على أساس العقيدة الإسلامية من خلال أفراد بمختلف قبائلهم وتوجهاتهم. وتعزيز هذا المفهوم بين المواطنين مناط بشكل رئيس بوسائل الإعلام والجهات التربوية والتعليمية، التي يُعوّل عليها في تعزيز الوحدة الوطنية، وأكد اللقاء على أهمية ونشر وعي المواطنة وتكريس مفهوم الوحدة والتلاحم الوطني بين قبائل ومناطق المملكة وتفعيل دور المنابر الإعلامية في تفتيح التوجيهات الفكرية مع التأكيد على منابر الجمعة وأهميتها في تشكيل الفكر.