يقول المثل الذي حفظناه عن ظهر قلب (أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب) لكن عدداً من النساء خالفن القاعدة الاجتماعية ليكون لسان حالهن: أنا والغريب على أخي وابن عمي! فالاستنجاد بوزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون لدعمهن في مسألة قيادة المرأة للسيارة أمر غير مبرر، لا يعني إلا ذلك تماماً! فمشاكلنا وقضايانا يفترض أن نحلها من خلال الحوار والنقاشات داخل مؤسساتنا! لذلك فمن حقنا أن نتساءل ماذا يعني أن تتوجه أولئك السيدات إلى وزيرة خارجية دولة أجنبية؟ بالتأكيد أن لها دلالات لن تخفى على كل وطني غيور على وطنه! فلم تكن الاستعانة بالأجنبي يوماً ما عملاً وطنياً مقدراً ومحترماً خاصة أن مسألة قيادة السيارة (تتحلحل) وتتجه نحو الحل بدون هذا الصراخ النسائي في الشوارع أو في ساحات الإنترنت، وما زاد الطين بلة ذلك الخطاب (الاستجدائي) الذي بعثنه للسيدة كلينتون! ماذا كان توقع تلك النسوة عندما كتبن (معروضهن) للسيدة كلينتون! التي كانت متحفظة بتصريحها التلفزيوني عن هذه القضية؟! ولكن ماذا لو قالت كلاما يمس سيادتنا!! سيكون ذلك وصمة عار على من استعان بالأجنبي ليستقوي به على أبناء وطنه حتى ممن يخالفونه الرأي! البدويات والقرويات وبلا ضجيج يقدن سياراتهن في كل مكان وكان يمكن أيضا لسيدات المدن المتحضرات أن يقدن سياراتهن وإن حصلن على المخالفات وفي يوم ما ستشكل كثرة المخالفات وليست قيادة السيارة أزمة سيتحرك المجتمع والنظام المروري لحلها! وعلى المستعجلات ليقدن الآن وليس غداً أن يفكرن كثيراً في مجتمع ما يزال يتعامل مع المتناقضات ولم يتقبل أفراده أن تبيع المرأة في محل ملابس نسائي ورضي بالأجنبي يبيعها ملابسها الداخلية! ومجتمع لا يرضى حتى الآن بأن تعمل المرأة ممرضة! فما بالك بمن تقود سيارة! والسيارة في مفهومنا الثقافي ليست وسيلة نقل فقط كما هي عند الآخرين بل إنها إضافة إلى ذلك أداة لهو وتسلية واستعراض وستكون الشوارع مكانا مناسبا للتحرش والمضايقات خاصة في عدم وجود قانون للتحرش! كلينتون قالت إنها تشيد بما وصفته ب»السعوديات الشجاعات» اللاتي يناضلن من أجل حقهن في قيادة السيارات في البلاد، وأن ما يطالبن به حقاً ولكن الجهد المبذول يخصهن، وأنها تأثرت به وتؤيدهن». فقد كشفت صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل» عن خطاب أرسلته مجموعة من السعوديات إلى كلينتون طالبن فيه وزيرة الخارجية الأمريكية بأن تعلن دعمها الصريح لحق السعوديات في القيادة. وقلن في الخطاب: نحن الآن ننظّم أكبر حملة لحقوق المرأة في تاريخ المملكة، فأين أنت عندما نحتاجك بشدة!! ومع احترامنا وتقديرنا للسيدة كلينتون فنحن لا نريد لها أن تكون هي ولية أمر النساء في بلادنا وهذه خطوة خاطئة وغير مقبولة ممن بعثن (المعروض) ولنا الحق في مطالبة أولئك السيدات بالاعتذار للجميع سواء المخالفين أو المؤيدين لهن في قيادة السيارة، لأن ذلك سيفتح الباب لكل من هب ودب أن يرسل معاريضه للسيدة كلينتون سواء في غلاء الشعير أو ارتفاع أسعار الحديد أو غير ذلك وسيوجد لنفسه المبررات، لأن المنطق يقول أن مشاكلنا ليست للتصدير الخارجي وهذا المجتمع سيحل مشاكله بنفسه وهو يحلها الآن، وستقود المرأة السيارة في المدينة كما هي الآن تقودها في القرية والصحراء، ومثلما أجاز وسمح لها المجتمع بأن تركب مع السائق الأجنبي سيسمح لها بأن تقود بنفسها! لأنه لا فرق بين الوضعين إلا أنها في حال قادت سيارتها بنفسها لن يكون معها في سيارتها رجل ليس محرماً لها! نقلا عن الجزيرة