يا لها من جمعة دامية في سورية! حيث جوبه المواطنون العزل يوم أمس بالقمع والقتل، ويبدو أننا بتنا اليوم أمام التعريف الفعلي لشعار «المقاومة» الذي كثيرا ما تغنت به دمشق، على المستويات كافة. فيبدو، ومما يحدث في سورية، أن «المقاومة» هي أن تقاوم شعبك، وتقاوم مطالبه الإصلاحية المشروعة، ولو باستخدام السلاح! استخدم النظام السوري كل الأساليب لإقناع السوريين، والخارج، بأن ما يحدث في سورية هو مؤامرة، وعمل إرهابي متطرف، ومرات قيل إنه مؤامرة صهيونية - أميركية، ولم يقنع هذا الكلام أحدا، فبدلا من أن يسارع النظام السوري إلى تقديم إصلاحات حقيقية، ومن خلال قرارات يلمسها المواطن، أضاع النظام الفرصة تلو الأخرى، ووقع في الفخ الذي وقع فيه آخرون من قبل.. من نظام بن علي، مرورا بمبارك، ومثل ليبيا واليمن اليوم، حيث لم يتنبه النظام السوري لعامل التوقيت الذي هو كل شيء، وفي أي شيء. ولذا فمن الطبيعي أن نرى اليوم سقف المطالب يتصاعد في سورية، حيث بدأت المظاهرات تردد، وعلى رؤوس الأشهاد: «الشعب يريد إسقاط النظام»! فرغم منع الإعلام من التغطية داخل سورية، ومحاولة تغييب حقائق كثيرة من الأرض، فإن الصور اليسيرة التي يوفرها المتظاهرون من خلال الإعلام الجديد تبين لنا أن الأوضاع في سورية باتت تنحو منحى آخر ليس في مصلحة النظام، ويتضح ذلك بوضوح من خلال محتوى اللافتات المرفوعة في المدن السورية، وكذلك حجم الحشود المتظاهرة الذي بات في تزايد، وفي عدة مدن، وبمشاركة واسعة من جل أطياف المجتمع السوري، وهذا كله مؤشر على مأزق النظام، خصوصا أن سورية دولة تقوم على الأمن، والخوف. وكدليل على تفاقم الموقف وصعوبته على النظام السوري، فقد بدأ الترويج اليوم إلى أن أمرا ما قد يحدث من قبل حزب الله تجاه إسرائيل، وذلك للهروب إلى الأمام، ومن أجل رفع الضغط عن النظام السوري، وتجنب ورطة حدوث تغيير حقيقي في سورية، مما يشكل كارثة حقيقية بحق إيران وحزب الله. إلا أنه وفي حال ما قام حزب الله بعمل من هذا النوع، فمن الصعب توقع ردود أفعال إيجابية في المنطقة، سواء تجاه إيران أو حزب الله، ناهيك بالطبع بسورية، فحينها ستكون اللعبة مكشوفة، بل ومفضوحة، وستكون عواقبها جنونية على حزب الله، وقبله سورية، حتى لو تصرف الحزب بطلب من إيران وحدها، وليس دمشق. وعليه، فقد سقطت أوهام، وشعارات، كثيرة في منطقتنا جراء الزلزال السياسي الذي لا يزال يضرب في عدة دول عربية، ومن أبرز هذه الشعارات الزائفة شعار «المقاومة». فإذا كانت المقاومة هي ما نراه في سورية من قبل النظام ضد المواطنين السوريين العزل، أو أن المقاومة هي ما فعله، ويفعله، حزب الله في لبنان، خصوصا في حال ما أراد فتح جبهة عسكرية مع إسرائيل لإنقا ذ أوراق إيران في المنطقة، فقد بات من الضروري القول لهؤلاء إنه لا فائدة من «المقاومة»! نقلاعن الشرق الاوسط السعودية