تستعد تونس لاستقبال ما لا يقل عن مليون سائح جزائري طيلة الموسم السياحي القادم، بعد أن سجل الموسم الماضي دخول 981 ألف جزائري إلى الأراضي التونسية، لتكون السوق الجزائرية أحد ابرز الأسواق السياحية. وأبدت وزارة السياحة التونسية وديوان السياحة اهتماما كبيرا لهذه السوق، التي بدأت تتطور منذ سنوات، من ذلك توفير جميع التسهيلات للأشقاء الجزائريين سواء على مستوى الإقامة في الفنادق والمدن الساحلية السياحية أو على مستوى مراكز العبور الحدودية والتي تشهد عادة تعطيلات بسبب الاكتظاظ وارتفاع عدد العابرين بين حدود البلدين. وقد احتلت السوق الجزائرية خلال السنة الماضية المرتبة الثالثة في ترتيب السياح الوافدين على تونس ب917,003 سائح، وفروا للخزينة التونسية 270 مليون دولار. وبفضل القرب الجغرافي وقلة التكاليف وتشابه البلدين والشعبين في أغلب الخاصيات الاجتماعية وقلة التكاليف، فإن السوق التونسية باتت السوق المفضلة للجزائريين. فالقدوم من شرق الجزائر إلى العاصمة التونسية يتطلب قطع 250 كلم فقط أما النزول إلى العاصمة الجزائرية فانه يتطلب قطع 600 كلم في طريق سريعة وجيدة. وهذا العامل الجغرافي إضافة إلى الطبيعة التونسية الآمنة يشجّعان الأشقاء الجزائريين على قضاء عطلهم في تونس. ويبدو أن التزايد المتواصل لعدد السياح الجزائريين الوافدين على تونس، جعل التفكير يتركز على إعادة تشغيل الخط الحديدي الرابط بين عنابهوتونس والخط البحري بين ميناء الجزائر العاصمة وميناء حلق الواديالتونسي . وبالإضافة إلى وجود رحلتين جويتين بين تونسوالجزائر يوميا، تم فتح خط جوي جديد يربط مدينة وهرانبتونس بمعدل رحلتين في الأسبوع، ليساهم في تنشيط الحركة السياحية انطلاقا من وهران عاصمة الغرب الجزائري. وتستغرق الرحلة بين مطار تونسقرطاج ومطار هواري بومدين نحو ساعة واحدة فقط. وإلى جانب السوق الجزائرية، فان السوق السياحية الليبية، ورغم احتلالها للمرتبة الاولى من حيث عدد الوافدين بقرابة المليون ونصف المليون وافد, فإن المسؤولين على القطاع السياحي في تونس يعملون على مزيد تطوير هذه السوق وتنويع احتياجاتها. ومن أجل مزيد استقطاب السياح الليبيين، تتخذ تونس عديد الاجراءات لفائدة هؤلاء، وتقدم لهم كل التسهيلات تقريبا سواء منها القمرقية او الإدارية، كما تنظم تونس كل سنة الأسبوع السياحي التونسي بليبيا. وتعتبر سياحة الجزائريين والليبيين في تونس، من أفضل السياحات وأكثرها مردودية، حيث لا يتوانى السائح المغاربي على الإنفاق في مختلف المجالات على عكس السائح الأوروبي الذي يكتفي غالبا بالإقامة والخدمات المدفوعة مسبقا لدى وكالة الأسفار. فالسائح الجزائري أو الليبي لا يبخل على نفسه بارتياد المطاعم والمحلات التجارية لتستفيد منه الدورة الاقتصادية ككل، إلى جانب استفادة صاحب محل الملابس والمطاعم والمقاهي والملاهي خاصة أن أغلب الفضاءات التونسية عائلية ويرتادها الجنسين وبعيدة عن المشاكل والمضايقات الاجتماعية...وحسب مصادر بوزارة السياحة فان السائح المغاربي يستهلك أسبوعيا ما معدله 350 دينارا تونسيا، وهو مبلغ لا ينفقه السائح الأوروبي الذي يكتفي بالنزل والاقامة فقط . ولا يجد السائح المغاربي مشكلة لغوية في التعاطي مع التجار التونسيين فهو يجادل في الأسعار المعروضة كما انه يجد ما يحتاجه وما تعود عليه من الأكل في المطاعم التونسية. وبغرض تنويع المنتوج السياحي، وتوفير كل المتطلبات والخدمات السياحية، تعمل المصالح السياحية في تونس على دعم السياحة الشاطئية بأنماط سياحية جديدة على غرار السياحة الاستشفائية، التي باتت بدورها تستقطب السائح المغاربي خاصة أن تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد فرنسا في مجال المعالجة بمياه البحر والمياه المعدنية. وهو ما ساعد على إرساء موسم سياحي يمتد على كامل السنة ويستقطب نوعية محددة من السياح من ذوي الدخل الهام. تعتبر السياحة ركيزة الاقتصاد التونسي، والقاطرة التي تقود بقية القطاعات، ويمثل البعد المغاربي والعربي وقودا لهذه القاطرة، وداعما أساسيا لانتعاش السياحة التونسية، وبالاضافة إلى مردوديته المادية، له من المكاسب الاجتماعية الشيء الكثير، خصوصا