منذُ فترة طويلة جداً كان بتمنى ان بشارك في اي عمل تطوعي يعبر فيه ولو بالقليل بحبه لهذا الوطن الشامخ برجاله حكومةً و شعب . الشاب أحمد البسيسي يتحدث عن حبه وعشقه للعمل التطوعي ..
حين تلقيت خبر فتح باب القبول للمتطوعين اثناء جائحة كورونا المستجد كوفيد 19 للمشاركة في حملة #لبيه_ياوطن و ان الوطن محتاج متطوعين في مختلف المجالات، بدون تردد قلتها في خاطري (الوطن يحتاجني)، دخلت على منصة التطوع الصحي و سجلت اسمي و كذلك اجتزت الدورة و كنت سعيد جداً بحصولي على شهادة *البرنامج التدريبي (التطوعي الصحي المجتمعي)*
كلمت اهلي و احبابي و كذلك جهة عملي بهذا القرار، و اختلفت الآراء، و الاغلب اجمعوا على عدم الخروج و مواجهة الشارع لاننا نتحدث عن فايروس قاتل و لنا في الدول الاخرى اكبر مثال. لكن بالعزيمة و الاصرار تجاهلت كل الآراء و كنت مؤمن بان الوطن فوق كل اعتبار، هذا وقتي اللي انتظره من سنين، نعم وقت الشدائد د تظهر معادن الرجال.
قدمت اجازة رسمية من عملي لاتفرغ للعمل التطوعي.
و بدأت رحلة العطاء وسط قمة هلع العالم بأسرة كنت مؤمن بأنه لا شي اقوى من القدر ثم إلتزمنا بالإجراءات الاحترازية و الوقائية راح نكون بخير و في سلام.
الشعور صعب مابين حب النفس او تركها. حياتي تغيرت بشكل جذري، واجهة صعوبات كثيرة على المستوى النفسي مابين عمل رسمي مُجاز منه من اجل التطوع و زوجة مريضة و كذلك الاصعب انها تاخذ علاج مسبب لنقص المناعة و ما بين طفلة اكملت للتو عامين و جائت بعد فترة حرمان دامت سنين طويلة.
الافكار و التخيلات كانت كبيرة و كثيرة لكن اخترت ان اعزل نفسي عن اهلي و احبابي و اقاوم ذلك الشعور المؤلم لأنني مؤمن بأنها شدة و تزول. و ان الله قادر على ان يغير حياتنا في لحظة ما دمنا مؤمنين بذلك مع العمل بالأسباب و ان نكون صفاً واحداً في مواجهة الجائحة.
رحلتي التطوعية اعتبرها اجمل *رحلة عطاء* عشتها في سنة اجمع العالم بأسره، انها من اصعب السنين على العالم اجمع هي 2020.
العطاء و التضحيات كانت ابرز معالم رحلتي، لم نكترث بالتعب النفسي و لم نلقي اي بال لتلك الكلمات المخيفة و المحبطة في نفس الوقت، حملت على عاتقي شيى واحد فقط (حب الوطن)
انطلقنا ندور بين الاحياء العشوائية في منظر مخيف اعطى للجميع احساس بان القاتل الخفي (فايروس كورونا) متواجد في كل مكان و اصبحنا ننتظر لحظة اصابة اي عضو من اعضاء الحملة، لحظتها ستتوقف الحملة بأسرها. كنا نشاهد الاحياء و الطرقات خالية من المارة تماماً احسا صعب جداً و لا يوصف أبداً.
اصبحنا نعد الليالي و الايام من خوفنا على من نحب و من واقع عملنا، اصبحنا ننتظر متى تظهر الاعراض علينا و ماهي طرق الوقاية، لذلك كنّا محافظ قدر الامكان على بعضنا البعض، و نعزز ثقافتنا عن الفايروس بالمصادر الرسمية و نبتعد عن كل الشائعات. وهذا اهم شيئ.
رحلتي التطوعية جعلتني اكتسب العديد من المهارات من خلال مواجهة الشارع بمختلف الوانه و اطيافة. اولها و اهما اننا نقدم خدمة انسنانية تحتاج الى التعامل بإحسان و لا شي غير ذلك.
كذلك الثقة بالنفس و مهارة الحوار مع مختلف الجنسيات باي شكل من الاشكال سواءً باستخدام برامج الترجمة او لغة الاشارة.
عززت مهارت القيادة و كذلك التواصل الاجتماعي مع بيئة عمل مختلفة تمام عن مجالي المهني و الفني.
عززة موهبة التصوير الفوتوغرافي و اعمال الاخراج الابداعي التي كانت من اهم ركائز عملي التطوعي بحيث نبرز جهد و عمل الابطال في ارض الميدان خلال التوعية، كذلك رصد ردود افعال المستفيدين من كل الاطياف.
المهمة كانت صعبة لانني كنت احمل هم فريق عمل وليس جهد فردي لذلك كان التصوير و الاخراج يأخذ حيز كبير من وقتي كل يوم من أجل الخروج بأبهى حلّه.
رحلة كانت حافلة بالانجازات و العطاء المتواصل عنوانها *(حب الوطن فوق كل شي)*
كونت صداقات و علاقات في مختلف المجالات مع اناس جمعنا بهم *حب وطن واحد و قلب رجل واحد*
السعادة كل السعادة كانت ترسم على وجوهنا يوميًا و نسأل الله القبول في القول و العمل على كل ما قدمناه و ان يجعله في موازين حسناتنا يوم نلقاه.