يهِلّ شهر رمضان بجوده وكرمه وإحسانه، في ظلّ انتشار وباء كورونا بقوة في العالم، وهو ما فرض عزلة على الأفراد والعائلات. لا إفطارات احتفالية، لا بهرجة، لا هدايا، ولا موائد فاخرة للمدعوّين. سيكون رمضان العودة الى الجوهر والذات الإنسانية الأسمى: صلاة وتوبة وعطاء. تمتدّ يد العون سخيّةً، أكثر من أيّ وقت مضى، فالحاجة كبيرة وملحّة في مجتمعاتنا التي تعاني من توقّف الأشغال وانهيار الأعمال في زمن المرض المتفشّي. نتشارك لقمة المحبّة مع الأيتام والمساكين والمنكسرين والمشرّدين والعوائل التي تعاني بصمت، ولا تستغيث. لنعطِ القليل، ولا نخجل. ولنعطِ أكثر من ذواتنا خدمةً والتزاماً بالأقلّ حظّاً. وقول الكاتب والمفكّر جبران خليل جبران في هذا المجال ولا أروع: "وأما أن تهِب من نفسِك، فهذا عين العطاء". يهِلّ رمضان الخير والمحبّة، فلنعشه يداً بيد، وليكن شهراً كريماً ومبارَكاً على الجميع! نسائم مركبي ضعيف، وموجك عالٍ ورياح البحر تناديني... المغامرة تغلبُ الخوف ونرحل معاً الى أفق يهرب ويهرب ونلحقُ بالحلم الأبعد وينسانا الوقت، ونتناساه.