منذ أن شوهد هلال رمضان الكريم وهو يطل على المسلمين معلنا بدء شهر الصوم حتى انطلقت حناجر الجمعيات الخيرية والمؤسسات والشركات وغيرها من تلك التي تتسلح بالعمل الخيري والدعوة إليه والتشجيع عليه وتنطلق الحناجر للدعوة إلى العمل الخيري. وأخذ الإعلام المقروء والمكتوب والمسموع والمشاهد على عاتقه مهمة الترويج للأعمال الخيرية وغيرها من الأعمال التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين والفقراء واليتامى والمساكين. وقد هب الجميع من رجال الأعمال وإنصافهم وأرباعهم إلى العمل الخيري منهم من يقصد الوجاهة، ومنهم من يقصد وجه الله تعالى، دارت المطابع وتوزعت المطويات التي تدعو إلى العمل الخيري والتطوعي وتقديم يد العون للإنسان المحتاج. فنحن مجتمع خير بالفعل، وحين نبذل ونعطي فإن عطاءاتنا تصبح فائضا يصعب استيعابه، وبالتالي يكون مكب النفايات هو مصير هذا العمل الخيري الذي لا يجد من يستفيد منه. البعض همس في أذني وقال تعليقا: «يبدو أن ماسورة المحسنين انفجرت»، وهذا التعبير كناية عن الخير الوفير الذي فاض من المحسنين في رمضان وكان باب الخير موصدا في غير رمضان. الحقيقة يا سادة، أن المسألة محتاجة إلى إعادة نظر يعني علينا أن نتذكر الفقراء والمحتاجين على مدار العام فلا يعقل أن تمتلئ بطونهم في رمضان ونتركها فارغة في غير رمضان وغير رمضان هذا يطول إلى أحد عشر شهرا لا يجد فيه الفقراء ما يسد رمقهم في ظل العولمة التي ابتلينا بها ومحاربة العمل الخيري من قبل الغرب وغيرهم. هل لنا أن نفكر في كيفية أن يصل خير رمضان إلى جميع المحتاجين من الفقراء والمساكين والذين يموتون في أيام غير رمضان، بسبب الجوع والعري والمرض لضيق ذات اليد وللفقر الذي ينهش في أنفسهم وأجسادهم.. في تلك الأيام التي تتجاوز ثلاثين يوما من رمضان؟. والقليل الدائم.. على مدار العام.. خير من الكثير المنقطع أو غير المتاح أو المعدوم. ويا محسنو رمضان.. ربنا الكريم جعل العام 12 شهرا.. تاسعا شهر الصوم فهل أكملنا إحساننا وخيراتنا كي تعم فقراء المسلمين ومحتاجيها في أيام الإفطار التي لا يجد فيها بعض مسلمينا ما يسدون به الرمق.. أو يفطرون عليه.. واللهم فاشهد. د. خالد يوسف السندي نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء المجتمع الخيرية بمنطقة مكة المكرمة