وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للشؤون التعليمية أستاذ كرسي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لدراسات وأبحاث الحرمين الشريفين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور فهد بن صالح اللحيدان ان ما أتخذته الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، من تدابير وقائية متعلقة بانتشار فيروس كورونا، والتعامل معه في ظل تهديده لحياة كثير من المسلمين القاصدين للحرمين الشريفين. وحفاظا على أرواحهم وحياتهم، وسعيا لعدم انتشار المرض في جميع بلاد المسلمين فقد تم الإيقاف المؤقت لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي. يأتى انطلاقا من المقاصد الإسلامية في حفظ الضروريات، وإعمالا للقواعد الفقهية التي بنيت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد؛ وأضاف الدكتور اللحيدان هذا القرار إنما جاء من منطلق شرعي موافق لما عليه فقهاء المسلمين، إذ أنه قد نص الفقهاء بأنه إذا انتشر الوباء قطعا أو تحقق غلبة الظن- من خلال الخبراء المختصين- أن الحجاج والمعتمرين، أو بعضهم قد يصيبهم هذا الوباء بسبب الازدحام؛ فيجوز منع العمرة أو الحج مؤقتاً بمقدار ما يدرأ به المفسدة. وقال اللحيدان الفقهاء اتفقوا على جواز ترك الحج عند خوف الطريق، بل إن الاستطاعة -لأداء الحج- لن تتحقق إلا مع الأمن والأمان. ولذلك فإن الأمراض الوبائية تعد من الأعذار المبيحة لترك الحج والعمرة بشرط أن يكون الخوف قائما على غلبة الظن بوجود المرض، أو انتشاره بسبب الحج والعمرة. وقال اللحيدان في حال بقاء باب العمرة أوالحج مفتوحا؛ فحينئذ يعود التقدير لولاة أمرنا بمنع أداء حج البلدان التي انتشر فيها؛ خوفاً من نقل الوباء إلى الحجاج والمعتمرين. وقال الللحيدان لا يخفى أن الإسلام يوجب الأخذ بأسباب الوقاية من الوباء فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه -رضي الله عنهم- عن الطاعون وقال: (إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأرْضٍ، فلاَ تَقْدمُوا عَلَيْهِ، وإذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وأنتم بِهَا، فَلا تخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ). كما يجب أن يفصح عن إصابته كل من شعر بالوباء، وعليه مراجعة الجهات المختصة حتى لا يتسبب بإضرار الآخرين وانتشار الأوبئة. واختتم أسأل الله -جل وعلا- أن يرفع الوباء عن بلادنا وبلاد المسلمين، وأن يوفق ولاة أمرنا إلى كل خير، وأن يعينهم ويسددهم للتصدي لهذا الوباء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.