القواعد الفقهية دعت إلى تقديم درء المفاسد على جلب المصالح وإلى تحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام أشاد عدد من مجالس المسلمين والجمعيات والمراكز الفقهية الإسلامية، وعدد من الدول الإسلامية وكبار مفتي الديار الإسلامية، بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لمنع انتشار فيروس كورونا (covid 19) حماية لأبناء الوطن والمقيمين والمسلمين جميعاً، ووقف منح تأشيرات العمرة مؤقتاً كإجراء احترازي، موضحين أن هذا القرار الشجاع جاء في وقته، وتتحقق فيه مقاصد الشريعة الإسلامية الداعية إلى حفظ النفس، داعين المولى عز وجل أن يزيل هذا البلاء عن البشرية جمعاء. حيث أشاد شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين د. أحمد الطيب، بقرار المملكة العربية السعودية وقف منح تأشيرات العمرة مؤقتاً كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد. وأكد د. الطيب وفقاً لبيان وزعه مجلس حكماء المسلمين، أن الإسلام حثّ على دفع الضرر وأمر باتخاذ التدابير والاحتياطات كافة لمنع انتشار الأمراض والأوبئة، مشيرًا إلى أن موقف المملكة العربية السعودية جائز ومشروع ومأجور، بل هو واجب شرعاً لحفظ النفس، الذي هو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية وتدور حوله الأحكام الجزئية والفرعية حمايةً للناس والمجتمعات. وقال: إن الأزهر إذ يؤيد هذه الإجراءات الوقائية الاستباقية التي تتخذها المملكة لمنع تفشي الأوبئة بين المسلمين الراغبين في أداء الشعائر الدينية، فإنه يدعو الجميع إلى توخي الحذر واتباع التعليمات الوقائية التي أعلنتها منظمة الصحة ووزارات الصحة في كل دول العالم. وشدد على أن الحفاظ على صحة الناس ومنع تفشي هذا الوباء مسؤولية وضرورة دينية لا يجوز التهاون فيها، مشيداً بجهود المملكة العربية السعودية الكبيرة في خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين. واختتم بالقول: "شهد قطاع الحج والعمرة تطورات رائدة يقدرها المسلمون، وبشهادة العالم أجمع الذي يلمس رعاية المملكة لزوار البيت الحرام ومسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واهتمامها بهم منذ قدومهم وحتى انتهاء مناسكهم، سائلاً الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ويبارك في جهوده الطيبة، وأن يحفظ المسلمين والإنسانية جمعاء من كل سوء". مجمع الفقه الإسلامي إلى ذلك، نوه مجمع الفقه الإسلامي الدولي بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لمنع انتشار فيروس كورونا (covid 19) حماية لأبناء الوطن والمقيمين والمسلمين جميعاً. وقدر المجمع في بيان له، الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المملكة لحماية المعتمرين الراغبين في زيارة المشاعر المقدسة والمسجد النبوي، داعياً إلى الالتزام بالتعليمات التي تصدر من المملكة وأن يلتزموا بها ويحرصوا عليها حرصاً شديداً. فلسطين تؤيد القرار كما أعربت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية عن تأييدها لقرار المملكة العربية السعودية بوقف رحلات العمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتًا، كإجراء استباقي وحرصاً منها لعدم تفشي فيروس كورونا، واستجابة لتوجيهات منظمة الصحة العالمية. وأوضحت الوزارة في تصريح لها، أن هذا القرار الشجاع جاء في وقته، وتتحقق فيه مقاصد الشريعة الإسلامية الداعية إلى حفظ النفس، داعين المولى عز وجل أن يزيل هذا البلاء عن البشرية جمعاء. وأعربت الوزارة عن أملها من المواطنين الفلسطينيين المسجلين للعمرة تفهم هذا الإجراء المؤقت، وسيُطلع أبناء الشعب الفلسطيني على كل جديد. قرار ينسجم مع قواعد الشريعة بدوره، قال كبير قضاة فلسطين محمود الهباش: "إن قرار المملكة العربية السعودية بوقف رحلات العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً كإجراء وقائي لمنع تفشي فيروس كورونا، هو قرار صحيح ينسجم مع قواعد الشريعة الإسلامية التي تقوم في أحد أهم مبادئها على حفظ مصالح العباد، ومنع كل ما من شأنه الإضرار بهذه المصالح، ومنها حفظ الحياة وتحريم كل ما يضر بها وفق ما يعرف في أصول الشريعة بالكليات الخمس الضرورية، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال". وأضاف الهباش في تصريح له، أن هذا القرار يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس الإنسانية، حيث شرع النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يتخلفوا عن صلاة الجماعة في الحر الشديد الذي يمكن أن يؤذي صحة المسلمين عند الخروج في حر الشمس، حيث أجمع فقهاء الأمة على أن دفع المفاسد أولى من جلب المصالح، وهذا من أوجب واجبات ولاة أمور المسلمين. مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي من ناحيته، نوه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها حكومة المملكة وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها السيادية والشرعية في رعاية المواطنين والمعتمرين والزوار والمقيمين بتعليقها المؤقت لمنح تأشيرات العمرة و الزيارة حرصا منها على صحة الجميع وحفاظا على سلامتهم. وأوضح رئيس المجلس عبدالله الشيخ المحفوظ بن بيه في بيان له، أن هذه الإجراءات من مقتضى مقاصد الشريعة التي جاءت لحفظ النفس البشرية ومقتضى القواعد الفقهية التي دعت إلى تقديم درء المفاسد على جلب المصالح وإلى تحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام. وزير الشؤون الدينية الجزائري بدوره، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري يوسف بلمهدي، أن قرار المملكة العربية السعودية بتعليق الدخول إلى أراضيها بسبب فيروس كورونا هو إجراء مؤقت يهدف إلى الحفاظ على صحة المعتمرين والزوار. وأوضح في مؤتمر صحفي، أن الجزائر وعلى غرار كل الدول "احترمت قرار المملكة العربية السعودية القاضي بتعليق الدخول إلى أراضيها بسبب فيروس كورونا"، مبينًا أن إلغاء الرحلات من الجزائر هو إجراء وقائي مؤقت يحافظ على سلامة المواطنين إلى حين السيطرة على الوباء. وذكر أن الإجراءات الوقائية "واجبة في الشريعة وفي كل القوانين الوضعية". مفتي موريتانيا: التعليق لمصلحة الأمة إلى ذلك، قال مفتي عام موريتانيا الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي: إن قرار التعليق المؤقت لتأشيرة دخول المملكة لغرض العمرة وزيارة المسجد النبوي أو للسياحة، إضافة إلى وقف مؤقت لتنقل السعوديين والخليجيين ببطاقات الهوية؛ احترازاً من فيروس كورونا، مطلبٌ شرعي قد اقتضاه وجوب حفظ النفس الذي هو من آكد الضروريات الست. جاء ذلك في برقية تلقاها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أكد فيها الشيخ الشنقيطي تأييده لهذا القرار، مبيناً أنه قرار احترازي وهو مطلب شرعي يصب في مصلحة الأمة الإسلامية. رئيس مجلس علماء باكستان من ناحيته، نوه رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ حافظ محمد طاهر الأشرفي بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بشأن تعليق تأشيرات العمرة والزيارة مؤقتًا بسبب انتشار فيروس كورونا، مؤكدًا أن ذلك يأتي حرصًا من المملكة على سلامة المعتمرين والزوار في إطار رسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين. وقال: "إن المملكة تبذل كل ما في وسعها لخدمة ضيوف الرحمن وحمايتهم والحرص على سلامتهم، امتدادًا لدورها الرائد في خدمة الحجاج والمعتمرين، وتنفيذ المشروعات الكبيرة والنوعية في الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة". وسأل رئيس مجلس علماء باكستان، الله تعالى أن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، لنصرة قضايا الأمة الإسلامية، وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان. إجراءات لضمان سلامة المعتمرين والزوار بدوره، أيد سماحة مفتي عكار اللبنانية الشيخ زيد بكار زكريا الإجراءات الاحترازية التي قامت بها المملكة العربية السعودية فيما يخص المعتمرين والقادمين للمملكة. وقال أمام الأزمة العالمية بانتشار فيروس كرونا وانطلاقاً من تعاليم الإسلام القائمة على بذل الأسباب، ولعدم توفر العلاج الخاص لهذا الفيروس حتى الآن، فإننا نؤيد الإجراءات الاحترازية التي قامت بها المملكة العربية السعودية فيما يخص المعتمرين والقادمين للمملكة، وهذا نابع من الشعور بالمسؤولية وهو من صلب حرصها على صحة وسلامة الناس للحد من انتشار فيروس كرونا، وقديماً قالوا: درهم وقاية خير من قنطار علاج. وأضاف مفتي عكار في بيان صحفي صدر أن الحفاظ على الأبدان هو من أساسيات الشريعة ومقاصدها، وقد دلت النصوص على تجنب الأمراض المعدية والأوبئة الضارة ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، و(لا يورد ممرض على مصح)، وهذا لا ينافي التوكل إنما هو من صميم الإيمان بالقضاء والقدر مع بذل السبب على حسب الوصية النبوية: (اعقلها وتوكل). وقال في الختام نسأل الله أن يحفظ المملكة ويرعاها، وأن يحفظ سائر البلاد والعباد، وأن يعجل الله بالفرج والشفاء للمرضى، وأن يصرف عن الجميع كل سوء ومكروه. طاهر الأشرفي د. أحمد الطيب عبدالله بن بيه محمود الهباش أحمد المرابط الشنقيطي يوسف بلمهدي