البيئة في الجزائر مثلها مثل غيرها من بلدان العالم التي تأثرت بيئاتها بالتطوّر الإقتصادي والإجتماعي، وظهرت فيها مشاكل لم تكن موجودة لذا تنبهت الحكومة الجزائرية إلى أهمية حماية البيئة والمحافظة على التنوع الحيوي فيها، فأجرت العديد من الدراسات المعمقة اللازمة للوقوف على مسببات المشكلة الراهنة التي أصبحت تضرب بضلالها ربوع الوطن ، وتوصلت إلى أن تلوث البيئة ناتج عن عمليات التصنيع غير المنظّمة، حيث إن إنبعاث الغاز من المصانع المنتشرة في البلاد عشوائياً والطرق المتبعة في التخلص من النفايات الصناعية التي لها تأثير مباشر على البيئة ولهذا وضعت الخطط الوطنية لحمايتها، والتركيز على مبدأ التنمية المستدامة. ولهذا نشطت الكثير من المؤسسات التطوعيّة على مستوى العالم، حيث نشرت البرامج التثقيفية لحماية البيئة وقد ظهرت عدة مؤسسات ومنظمات تحت مسميات حماية البيئة وأنصار البيئة وإنتشرت الحملات أنقذوا البيئة ولكن مثل هذه المنظمات لم يصل صوتها للكثير، وأنظمة بعض الدول لا زالت خاطئة في كثير من الأشياء التي تعتبرها صغيرة لكن تأثيرها على البيئة كبير، كمياه المجاري التي تكب في البحار، وتسريبات البترول من السفن، وإنتشار النفايات وحرقها، والزحف العمراني نحو المزارع أو الغابات لتغدو مجمعات سكنية تأخذ الأكسجين ولا تعطي شيئًا ،لذا من واجب الفرد أن يكون على قدر كبير من الوعي بالحجم الكبير للخطر البيئي . إنطلاقا من أهمية الحفاظ على البيئة، وإبراز ما تتعرض له من أضرار، أجرى مكتب التميز بالجزائر حوارا حصري مع الناشطة البيئية والمناضلة الإجتماعية السيدة العيفة رزيقة من مدينة سكيكدة بالشرق الجزائري . البداية من تكون السيدة العيفة رزيقة ؟ مديرة حضيرة وعتاد ببلدية سكيكدة ومسؤولة البيئة والمساحات الخضراء. على ضوء ذكر البيئة والمساحات الخضراء لماذا كثر الحديث في الأونة الأخيرة عن البيئة والمخاطر التي تهددها ؟ مما لا شك فيه هو كثرة المشاكل والأخطار التي تتهدد سلامة البيئة من حولنا ، والتي تتفاقم يوماً بعد يوم وتتزايد بسرعة هائلة، مسببة تأثيراً سلبياً على كل ما هو حي من كائنات ومنهم الكائن البشري لأن للتصنيع والتكنولوجيا الحديثة آثاراً سيئة في البيئة، فانطلاق الأبخرة والغازات وإلقاء النفايات أدى إلى إضطراب السلاسل الغذائية، وإنعكس ذلك على الإنسان الذي أفسدت الصناعة بيئته وجعلتها في بعض الأحيان غير ملائمة لحياته، فنلاحظ تلويث المحيط المائي و تلوث الجو وتلوث التربة بات من الضروري التفكير في كيفية التخلص من حجم الفضلات المتزايدة وتحسين الوسائل التي يتم من خلالها التخلص من النفايات المتعددة، وخاصة النفايات غير القابلة للتحلل . برأيك ماهي العوامل التي تساهم في ظاهرة نقص الثقافة البيئة في المجتمع ؟ يحتاج عامة الناس إلى التوعية والتحفيز عبر برامج تحسيسية تطوعية وذلك لتنمية الحس البيئي في أوساط المجتمع حتى يكون فيه مبدأ إحترام وتقدير البيئة، ولا يمكن أن يكتسب الناس هذه الأخلاق أو أن يصلوا لهذه المرحلة المتقدمة من التوجه البيئي السليم،إلا بغرس مفاهيم ثقافة التوعية مع التوجيه وتوضيح لأنه كما يملك المواطن حقوقاً في البيئة فعليه دائماً واجبات نحوها، فليست هناك حقوق دون واجبات. ماذا تقترحين لحماية البيئة في الجزائر؟ على الفرد أن يعي بأهمية الحفاظ على البيئة ويتخذ خطوات صحيحة في التخلص من النفايات وتحفيز على ثقافة زرع الأشجار أو الشجيرات قدر الإمكان و المساعدة في توعية الأخرين، في حين يكمن دور المنظمات والحكومات والمؤسسات الدولية باستخدام قوتها وسيطرتها لحماية البيئة، لنشر ثقافة الزراعة والإهتمام بالطبيعة، والتخلص السليم من النفايات الصلبة وغيرها وتعميم هذه الثقافة الجوارية البيئية عبر المدارس بجميع أطوارها . متى أدركت أهمية نشر ثقافة الحماية البيئة بولاية سكيكدة؟ بطبيعة الحال طيلة تجربتنا في مجال البيئة لمدة 15سنة إكتشفنا أنه لابد من الإسراع في وضع خطة تعليمية توعية عبر جميع القنوات المتاحة من ندوات وأيام دراسية وحملات تطوعية لتنظيف الأحياء وكذا التنسيق مع الإذاعات الجهوية لتعميم الفكرة لإشراك المواطن الجزائري في هذه العملية حتى نتدارك ما فات ونساهم في تفعيل دور كل واحد منا في نشر ثقافة المحافظة على البيئة إبتداء من البيت ثم الشارع إلى مكان العمل. كلمة ختامية لقراء صحيفة التميز السعودية بالجزائر ؟ إيمانا منا أننا نحيا في عالم لايمكن الإستغناء فيه عن الإعلام كما نأمل بأن تتواصل جميع المجهودات بروح الفريق الواحد من أجل ثقافة واعية بماهية الحفاظ على البيئة بالجزائر وبلدان العالم كما نجدد التحية لفريق العمل الإعلامي لمكتب التميز بالجزائر الذي أتاح لنا هذه الفرصة ونشكركم على ما تقدمونه من عطاء إعلامي مميز يشهد الجميع .