اعتمد محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، اليوم السبت، إقامة أول برنامج لتنظيف أعماق البحر تحت شعار "بيئتنا مسؤوليتنا" في ساحل الشعيبة على البحر الأحمر، على أن تبدأ فعالياته السبت القادم؛ حيث يهدف البرنامج الذي أطلقته مجموعة "سنشري ايفنتس" و"إم بي سي الأمل" و قناة "سوا تي في "اليوتيوبية لحماية الأحياء المائية من هواة الصيد، بمشاركة تطوعية ل 200 غوّاص يعملون لعشر ساعات متتالية تحت الماء لإزالة النفايات، و200 طفل وطفلة لغرس الثقافة البيئية. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للبرنامج والرئيس التنفيذي لشركة سنتشري إيفنتس، أحمد سحاب، ل "سبق"، قائلاً: "البرنامج هو حلقة أو جزء من رسائل توعوية عدة تبدي مدى أهمية تحمُّل الفرد المسؤولية تجاه المجتمع والبيئة؛ حيث تم إدراج رسائل توعوية خاصّة بالمحافظة على البيئة من خلال البرامج التي يتم إنتاجها كبرنامج "اكتشف السعودية" و"الغوص في البحر الأحمر".
وأشار سحاب إلى: "تحذير الباحثين من أن 60 % من الشعاب المرجانية مهدّدة بالاختفاء بحلول عام 2030، مرجعين أسباب ذلك إلى الاحتباس الحراري وزيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يهدّد مواطن الأسماك والقشريات وغيرها من الكائنات البحرية، وكذلك الجلب وشباك صيد السمك التي تشكل الخطر الأكبر على الشعاب المرجانية، وتدمّر في بضع ثوانٍ الشعاب المرجانية التي استغرقت آلاف السنين ليصل طولها إلى بضعة أمتار، مفيداً أن نفايات البحر الأحمر ليست خطراً على الحياة البحرية فحسب، وإنما يمتد خطرها أيضاً إلى الغوّاصين وكل من يرتاد البحر، كاشفاً عن مشاركة 200 غوّاص يعملون خلال تنظيف أعماق بحر الشعيبة لمدة قد تصل إلى عشرة ساعات تحت الماء في واحدة من أهم المبادرات التي تسهم في بناء بيئة سليمة.
وأفاد: "أن فريق الغوّاصين الذين تطوعوا للقيام بمهمة تنظيف أعماق الشواطئ البحرية، وتنقيتها من المخلفات والشوائب سيعمل على تحقيق نوع من التوازن البيئي للمحافظة على أحد أهم الموارد الطبيعية لدى المملكة، مشيراً إلى أن الغوّاصين لديهم الخبرة والاحترافية في إزالة النفايات من قيعان شواطئ البحر والعمل على تحفيز المجتمع على الابتعاد عن العادات السلبية التي تتسبّب بشكلٍ كبيرٍ في إفساد جمال منطقة الشعيبة وشواطئها"
ولفت: "إلى أن برنامج بيئتنا مسؤوليتنا يتضمّن تنظيف الموقع والمرجان من أسلاك وخيوط الصيد المتراكمة التي تشبه سجاداً يغطي المرجان مما قضى على معظم الحياة المرجانية لغلاظة هذه الطبقة مما تسبّب في حجب أشعة الشمس وصعوبة تنفس الحيوانات المرجانية، موضحاً أن 200 طفل وطفلة يشاركون في البرنامج من مختلف الفئات العمرية من أجل غرس الثقافة البيئة لديهم للحفاظ على نظافة أعماق البحر والشعاب المرجانية التي تعتبر موطناً لكثير من الأسماك والقشريات والكائنات البحرية الأخرى".
وبيّن "أن هذه الفعالية تعد الأولى من نوعها التي تؤكد ما يقوم به الشباب من واجب نحو المحافظة على البيئة وهو جزءٌ لا يتجزّأ من واجبنا لخدمة المجتمع والمحافظة على الموارد المستدامة وتكريس نشر الوعي بخصوص التخلص من النفايات بشكل مسؤول وأيضا إعادة بيئتنا إلى شكلها الأصلي خالية من النفايات، ومن أهداف هذه الفعالية أيضاً أن تكون إلهاماً لطلبة المدارس كي يمتنعوا عن رمي النفايات وجمع ما هو موجود والمساعدة في إعادة تدوير هذه النفايات".
وقال :"إن البرنامج يستهدف مواقع الغطس وأماكن انتشار الشعب المرجانية في مواقع كورنيش جدة بهدف حماية البيئة البحرية والحفاظ على نظافة الشواطئ ورفع كمية كبيرة من المخلفات، من بينها مخلفات أنشطة بحرية وأدوات الصيادين أو ما يسمّى الجلب أو الأسلاك حيث يتوقع رفع 300 كيلو متر من هذه الأسلاك المستخدمة في الصيد".
واختتم سحاب قائلاً :"عمر الشعاب المرجانية يقدر بنحو 500 مليون سنة، مما يزيد من آمال العلماء في قدرتها على تجاوز التحديات المناخية والتأقلم مع الحموضة الزائدة وارتفاع درجة الحرارة من خلال حصولها على الغذاء الكافي، لأن تدميرها يعني زيادة الكوارث الطبيعية على السواحل وتهديد أحد أهم المصادر الغذائية".