هناك طريقة سهلة التحقيق ومثبتة علميا لكي تصبح أكثر ذكاء..اذهب لممارسة الرياضة ظل علماء الأعصاب والفسيولوجيا على مدى أكثر من عقد يجمعون الأدلة على وجود علاقة إيجابية بين ممارسة التمارين الرياضية والقدرة الذهنية، لكن النتائج الأحدث أوضحت أنها ليست مجرد علاقة فقط ، بل هي جوهر العلاقة نفسها. فقد وجد باستخدام تقنيات معقدة لاختبار آليات عمل الخلايا العصبية الفردية وتحسين عملها - أن التمارين الرياضية تحسن من مرونة الإدراك، حيث يشير علم الأعصاب الحديث إلى أن التمارين الرياضية قد تحدث أثراً أكبر لتحسين التفكير عما يحدثه التفكير نفسه. * لماذا تساعد التمارين الرياضية في تحسين القدرة الذهنية ؟ العقل مثل بقية الأعضاء والعضلات، هو نسيج، ويتدهور مع قلة الاستخدام أو التقدم في السن. بداية من أواخر سن العشرينات يفقد معظمنا نحو 1 في المائة سنويا من حجم «الحصين»، وهو جزء في المخ مرتبط بالذاكرة وأنواع معينة من التعلم. يبدو أن التمارين الرياضية تبطئ أو تبطل الضمور المادي للمخ، كما تفعل مع العضلات. وعلى الرغم من اعتقاد العلماء حتى وقت قريب أن البشر قد خلقوا بعدد معين من خلايا المخ وقد لا ينتجون مزيدا منها، فقد وجد الباحثون باستخدام تكنولوجيا لتحديد الخلايا الجديدة أثناء التشريح أن أدمغة البشر البالغين تحتوي على عدد قليل من الخلايا العصبية الجديدة. وتنتشر الخلايا الجديدة في قرين آمون (الحصين) hippocampus، مما يدل على أن تكون الخلايا العصبية - خلق خلايا دماغية جديدة - يحدث بشكل أساسي في تلك المنطقة. واكتشف الباحثون أن التمارين تحدث قفزة في إعادة تكون الخلايا العصبية . ويعد ذلك التأثير الذي لا يوصف للتمارين الرياضية على عمل الخلايا العصبية حديثة التكون هو الأكثر إثارة للدهشة. وقد يكون لخلايا المخ تأثير إيجابي على القدرة الذهنية فقط إذا اتصلت بالشبكة العصبية الموجودة، حيث لا تتصل الكثير من الخلايا بعضها ببعض، بل تدور بلا هدى حول المخ لفترة معينة. و توجد طريقة واحدة لجذب الخلايا العصبية، وهي بتعلم شيء. أوضحت دراسة أجريت مؤخراً أن خلايا المخ تنضم إلى شبكة الخلايا العصبية في أدمغتها عندما تتعلم كيفية التنقل من مكان الى اخر، وعندما درس الباحثون النشاط العقلي وجدوا الخلايا التي اتصلت مؤخرا بالشبكة تتحسن فقط عند الحركة ، وليس عند قيامها بعمليات معرفية . التمارين الرياضية تؤدي إلى زيادة ما يسمى بالعامل العصبي لنمو الدماغ (B.D.N.F)، وهي مادة تقوي الخلايا ومحاور الخلايا العصبية، كما تقوي الروابط بين الخلايا العصبية وتساعد على تكوين النسيج العصبي. ويعتقد قليل من العلماء أن نسبة أعلى من العامل العصبي لنمو الدماغ تفسر كل التغيرات المصاحبة لممارسة الرياضة التي تحدث للعقل، حيث تشمل العملية بالتأكيد تسلسلا بيوكيميائيا ووراثيا معقدا. وأغلب الدراسات التي أجريت حتى هذه اللحظة تضمنت الجرى وتمرينات الآيروبك الأخرى. والرسالة التي يوجهها العلم هو عدم ضرورة أن تكون التمرينات مرهقة حتى يكون لها تأثير إيجابي على المخ. وعندما تم إجراء تجربة على 120 فرداً قاموا خلالها بالمشي أو تمديد عضلاتهم زاد حجم الحصين لديهم . وتوصل الباحثون إلى أن الحصين لدى من مارسوا رياضة المشي عاد إلى حاله قبل عامين أو أكثر، واستعاد من يبلغون 65 عاما حالة مخ أشخاص يبلغون من العمر 63 فقط من خلال المشي، وهو ما يعد نبأ سارا لأي شخص يشعر بالقلق كما نفعل جميعا إزاء ما نمر به عند تقدمنا في السن من ضمور بطيء في خلايا المخ. تحركوا .... من أجل الصحة .
بقلم / الدكتور حسام سعد جامعة الملك فيصل - كلية التربية – قسم التربية البدنية