يحكى أن رجلاً يدعى "سميث" حاصرته السيول من كل جانب فصعد إلى سطح بيته طلباً للسلامة، لكن منسوب المياه استمر في الارتفاع حتى وصل إلى قدميه أعزكم الله. في تلك الأثناء مر شخص في قارب تجديف صغير من نوع الكانو بالقرب منه وناداه قائلاً: "هل يمكنني نقلك إلى أرض مرتفعة؟" فأجاب سميث: "أشكرك، لا حاجة لذلك، لأن إيماني بالله قوي وبأنه سينقذني." بعد ذلك، ارتفعت المياه حتى وصلت إلى خاصرة سميث. في تلك اللحظة اقترب منه قارب بمحرك وناداه أحدهم: "اصعد إلى القارب وسأنقلك إلى مكان آمن." ومرة ثانية رفض سميث العرض قائلاً: "إيماني بالرب قوي ولا بد أن ينقذني." فيما بعد حومت بالقرب من المكان طائرة هليكوبتر، وكان الماء قد وصل إلى رقبة سميث الذي كان لا يزال واقفاً على السطح. فمد له قائد الطائرة حبلاً وصاح به: "تمسك بالحبل وسأسحبك إلى أعلى." فقال سميث: "لا داعيَ لذلك وشكراً على كل حال، فإيماني راسخ بالله وبأنه سيخلصني." ولكن بعد ساعات من مصارعة المياه غرق سميث ومضى للقاء ربه، ولما مثل في الحضرة الإلهية قال معاتباً: "يا رب، لقد كان إيماني بك عظيماً وانتظرت قدومك كي تساعدني لكنك لم تأتِ، فما الذي حدث؟" فأجابه الرب: "وما الذي تريدني أن أفعله أكثر مما فعلته؟ لقد أرسلت لك قاربين وطائرة هليكوبتر؟" وفي هذا الصدد يقول الحكيم برمهنسا يوغانندا: "عندما يريدنا الله أن نعتمد عليه وحده فهذا لا يعني عدم تشغيل عقولنا أو التفكير لأنفسنا، بل يريدنا أن نتبصر الأمور ونستخدم روح المبادرة. من لا يتناغم مع خالقه يفصل نفسه عن مصدره ولن يتمكن من الحصول على العون الإلهي. عندما نتوجه إلى الله بقلوب مؤمنة وعقول منفتحة سيلهمنا ما يتعين علينا فعله ويوجهنا في المسار الصحيح .. محاضرات في معرفة الذات إعداد وترجمة الدكتور- محمود عباس مسعود - امريكا