شدد المتحدث الرسمي للرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، على أهمية زيارة ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى موسكو اليوم (الأربعاء) ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال بيسكوف، في اتصال مع «الحياة» أمس (الثلثاء)، إن بلاده ترحب بالزيارة، وتعتبرها «في غاية الأهمية، وتدفع بالعلاقات بين البلدين إلى مزيد من التعاون والتفاهم والتنسيق المشترك في كثير من القضايا الإقليمية والدولية». وكان الأمير محمد بن سلمان، التقى في ال17 من آذار (مارس) الماضي، وال28 من الشهر ذاته، السفير الروسي لدى المملكة أوليغ أوزيروف، بحث خلالهما الموقف من تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في اليمن والتحالف الذي تقوده السعودية لتخليصها وشعبها من العدوان الحوثي ودعم الشرعية بها، فيما أوضحت وكالة الأنباء السعودية أن زيارة ولي ولي العهد إلى روسيا، ستسهم في إضافة بُعدٍ كبيرٍ لتعميق العلاقات بين البلدين، وتطورها من خلال المباحثات التي سيجريها الأمير محمد بن سلمان مع القادة الروس، والعديد من الاتفاقات في مختلف المجالات التي سيتم توقيعها. وأبرزت وكالة الأنباء السعودية أهمية العلاقات بين الرياضوموسكو، وأشارت في تقرير لها أمس أن العلاقات بين البلدين راسخة في التاريخ السياسي، وتعود إلى 1926، عندما اعترف الاتحاد السوفياتي آنذاك بالمملكة ليصبح أول دولة في العالم تعترف بقيام المملكة، وفي عام 1930 تم تحويل القنصلية السوفياتية في جدة إلى سفارة. وتجسدت متانة العلاقات السياسية بين البلدين من خلال الزيارات واللقاءات التي قام بها المسؤولون في البلدين، ففي 1932 قام الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - حين كان نائب الملك في الحجاز بزيارة إلى الاتحاد السوفياتي. وأسهمت الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله إلى موسكو في أيلول ( سبتمبر) 2003، عندما كان ولياً للعهد، في المزيد من دعم العلاقات التي تربط بين المملكة وروسيا، إذ التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما تم التوقيع على اتفاق تعاون بين حكومتي البلدين في قطاع النفط والغاز، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني، وعدد من الاتفاقات الأخرى. ومن خلال هذا التوجه كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى موسكو في حزيران (يونيو) 2006 (عندما كان أميراً لمنطقة الرياض)، التي أسهمت في المزيد من دعم العلاقات المتينة والعريقة التي تربط بين المملكة وروسيا. تلا ذلك زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران آنذاك الأمير سلطان بن عبدالعزيز- رحمه الله - في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، ضمن محطات زيارة القيادة بين البلدين، لتعزيز العلاقة فيما بينهما، حصل خلالها - رحمه الله - على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة العلاقات الدولية بموسكو تقديراً لجهوده في دعم التعاون بين الدول والسلام وتعزيز الأمن، كما أثمرت هذه الزيارة عن زيادة التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وزيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل.
اتفاقات للتعاون بين الرياضوموسكو أسفرت الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 11 شباط (فبراير) 2007 إلى المملكة، عن توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتم خلالها توقيع اتفاقات تعاون اقتصادية، وثقافية، وإعلامية، وفي مجال خدمات النقل الجوي، كما افتتح ملتقى الأعمال الاقتصادي السعودي - الروسي، الذي أكد خلاله أن السعودية دولة مهمة بالنسبة لرجال الأعمال الروس والاقتصاد الروسي. ولا تقتصر العلاقات السعودية - الروسية، على الجوانب التجارية والاقتصادية فحسب، بل تتعداها لتشمل الجانب الثقافي والرياضي. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) 1995، شهدت العاصمة الروسية موسكو افتتاح قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو، وفي ( سبتمبر) 2001، افتتح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا جناح المملكة في معرض الكتاب الدولي بموسكو، وتم من خلاله إطلاع الرأي العام الروسي على المنجزات الحضارية الكبيرة التي تحققت في المملكة، إضافة إلى مشاركة المملكة في معارض أخرى أقيمت هناك. كما استضافت الأكاديمية الإنسانية الاجتماعية الروسية في موسكو في آذار (مارس) 2002، مهرجاناً ثقافياً بعنوان يوم الثقافة السعودية، شاركت فيه مجموعة من الشخصيات الثقافية والاجتماعية العربية الروسية، وعدد كبير من رؤساء البعثات الديبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدة لدى روسيا. وتم في شهر (مارس) 2003، تدشين اليوم الثقافي للمملكة العربية السعودية بموسكو. فيما تقوم الأكاديمية السعودية في موسكو منذ تأسيسها في 1992، وحتى اليوم بدور كبير في نشر التربية والتعليم والثقافة العربية والإسلامية وسط العرب والروس هناك. حرص مشترك على تنسيق المواقف السياسية تحرص كل من السعودية وروسيا، على تعزيز التعاون في المجال السياسي، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال زيارته إلى المملكة في 20 حزيران (يونيو) 2014، إذ عقد مع وزير الخارجية آنذاك الأمير سعود الفيصل، جلسة مباحثات مطولة ومعمقة في جدة، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في العديد من المجالات، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأتت زيارة لافروف للمملكة في أعقاب زيارة قام بها الأمير سعود الفيصل إلى روسيا، ونقله رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن تطوير العلاقات بين البلدين، والاتفاق على العمل سوياً في إطار الجهود القائمة لتنفيذ اتفاق (جنيف1) الرامي إلى تحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سورية، وبما يحفظ استقلالها وسيادتها ووحدتها الوطنية والترابية، مع أهمية توجيه الجهود إلى محاربة التنظيمات الإرهابية التي استغلت الأزمة السورية ووجدت لها ملاذاً آمناً على أراضيها، وكذلك العمل على القضاء على المسببات التي شجعت على دخول هذه التنظيمات الإرهابية الأراضي السورية. كما تناول اللقاء أيضاً، تدهور الأوضاع في العراق وتأثيراته على المنطقة، والاتفاق على أهمية تركيز الجهود في المرحلة الحالية على ضمان أمن العراق وسلامته الإقليمية وتحقيق وحدته الوطنية بين مكونات الشعب العراقي كافة، وبما يضمن المساواة فيما بينهم في الحقوق والواجبات على حدٍ سواء. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، زار الأمير سعود الفيصل موسكو وعقد مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف محادثات، ناقش الجانبان فيها مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الوضع في سورية، والعراق، وليبيا، واليمن، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وركزت المباحثات على الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمحاربة الإرهاب إلى جانب سبل تنمية العلاقات بين البلدين . وفي 26 نيسان (أبريل) 2015، شاركت المملكة في مؤتمر موسكو الدولي الثاني لمكافحة المخدرات في العاصمة الروسية موسكو. وعقد رئيس الوفد المشارك لقاءً مع رئيس الدائرة الفيديرالية الروسية لمكافحة المخدرات، تناولا خلاله سبل تعزيز التعاون في مجال تبادل المعلومات التخصصية لمكافحة المخدرات.