نمر أحيانًا بمواقف مع أشخاص ذوي إعاقة، فنرمي بعض النظرات أو الكلمات دون أن ندرك قواعد ذوق ولباقة تحكم التعامل معهم، وننسى أنهم بحاجة إلى من يتفهم وضعهم بطريقة تخلو من الإيذاء لمشاعرهم، ولذلك نقدم لك _عزيزي القارئ_ طريقة تساعدك على التعامل مع أي شخص قد تصادفه من ذوي الاحتياجات الخاصة: دمجهم في المجتمع في البداية قال مدرب التنمية البشرية محمد الرنتيسي: "يجب دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، بطريقة لائقة ومحترمة". وأضاف: "فإن كان شخص ذا الإعاقة فهذا لا يعني أنه بحاجة لمساعدة، يجب عدم فرض أنفسنا على الشخص، إذا وجدنا أنّه بحاجة لمساعدة معيّنة، بل نحاول الاستئذان منه قبل تقديم المساعدة، ثمّ نساعده بالطريقة التي يطلبها". وبين الرنتيسي أنه في حال رفضه العرض لا تلح عليه بتقديم المساعدة، وذلك يجب أن يكون بطريقة تخلو من الشفقة أو التعليقات الجارحة، بل التعامل بكل واقعية واحترام، مستدركًا: "يجب الابتعاد عن توجيه الأسئلة الشخصية، وترك المجال له ليتحدث عن نفسه". ولفت إلى أن نظرات الشفقة ستجرح الشخص ذا الإعاقة جرحًا أليمًا، وأنّه من غير اللائق إطالة النظر إليه، وأن نعته ب"معاق" هو كذلك أمر يسبب الحساسية المفرطة. وتابع: "ومن اللائق عند لقاء الشخص الذي يعاني إعاقة ما أن تصافحه باليد، حتى إن كان الشخص يركب يدًا صناعية، وإذا كان لا يستطيع مصافحتك باليد فعليك لمس كتفه أو ذراعه؛ للترحيب به والاعتراف بوجوده". تواصل مباشر وأشار الرنتيسي إلى أنه عندما تود مخاطبة شخص يجلس على كرسي متحرك لا تحاول الاقتراب والإمالة عليه؛ لأن الكرسي هو جزء من عالمه، ومن حقه أن ينتفع به بمفرده، وعندما تتحدث إليه عليك النظر إليه، وأن يكون ذلك مباشرة دون الاستعانة بعنصر ثالث. وذكر أنه إذا كان الشخص يضع سماعة طبية في أذنه يجب عدم المغالاة في رفع الصوت؛ لأن الصوت المرتفع قد يشوش استقبال آلة السمع لديه، ويسبب له الإزعاج. واستكمل الرنتيسي حديثه: "وإذا كان الأصم يعاني البكم أيضًا، وكان من أحد أفراد العائلة المقربين جدًّا؛ فمن الأفضل تعلم لغة الصم والبكم، لكي يستطيع أن يمارس حياته بطريقة سهلة داخل نطاق العائلة، ويتمكن من التواصل مع من يشاركونه في هذه الحالة". ونوه إلى أنه لابد من السماح للشخص الذي يعاني إعاقة بصرية بالإمساك بذراعك من عند الكوع، أو بالقرب منه؛ فهذا يعطى الشخص المعاق الشعور بالإرشاد، لا اصطحابه أو قيادته. وختم الرنتيسي حديثه: "التعامل مع المعاق يحتاج إلى إستراتيجيات وطرق خاصة؛ حتى لا يشعر بأي إحراج أو إحباط".