تبدو شهيّة شركات المعلوماتية والاتصالات منفتحة على مزيد من التواصل مع شبكات الإعلام الاجتماعي على الإنترنت، بل إنها مندفعة إلى إعادة التفكير في استراتيجيات تفاعلها مع الجمهور الواسع لتلك الشبكات، خصوصاً في الشرق الأوسط. في هذا الصدد، أورد موقع «إنترنت ستاتس. كوم» internetstats.com أن استخدام الإنترنت في الشرق الأوسط تزايد تقريباً عشرين ضعفاً بين عامي 2000 و2012، فيما أظهر تقرير لشركة «إبسوس» المتخصصّة في بحوث أسواق المعلوماتية، أن دولة الإمارات العربيّة المتحدة تتصدر دول المنطقة في انتشار الإنترنت التي تصل إلى 71 في المئة من سكانها، وتليها الكويت (62 في المئة) ثم قطر (61 في المئة) فالمملكة العربية السعودية (60 في المئة). في هذا السياق، علّقت تريكسي لوه، النائبة الأولى للرئيس في «مركز دبي التجاري العالمي» (الجهة المُنَظّمِة ل «أسبوع جيتكس للتقنية»)، على هذه المعطيات بالقول: «هناك ضغوط هائلة تقع على الشركات وتدفعها إلى التكيّف مع ثورة الإعلام الاجتماعي الرقمي. ويقدّم «مُنتَدى جيتكس للاستراتيجيات الرَقميّة» هذا العام رؤىً واضحة حول طُرُق تمكين الشركات من إضافة أبعاد جديدة إلى استراتيجياتها المتعلّقة بالوصول إلى الأسواق، وبناء العلامات التجارية بصورة سليمة، وضمان تحقيق الأرباح في شكل مُستدام على المدى الطويل». ورأت لوه أيضاً أن مُشارَكة الجمهور رقميّاً يشكّل «قوّة ثوريّة، بل إنها (المُشارَكة) من أهم القوى التي تدفع بعجلة النمو في الشركات المعاصرة». وأشارت إلى أن الجمهور الإلكتروني «بات أكثر تمكّناً وأعلى صوتاً من أي وقت مضى»، مُعتبِرَة ذلك «باباً مفتوحاً أمام فرص فريدة من نوعها في إعادة تعريف مفهوم العمل بصورة جذريّة». في سياق متّصل، أشارت أرقام كشفت عنها «كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية» إلى أن العالم العربي يضمّ 125 مليون مستخدم للإنترنت، ينشط 53 مليوناً منهم عبر استخدام وسائل الإعلام الرقمي الاجتماعي. وفي هذا الصدد، أوردت شركة «ستيت أوف سيرتش» المتخصّصة في البحوث عن شبكات الإعلام الاجتماعي، أن 80 في المئة من مستخدمي الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقضون ما لا يقلّ عن ساعة يومياً في تحديث قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
100 مليون «يوتيوب» وأوضَحَت «ستيت أوف سيرتش» أن 36 ألف شخص جديد يسجلون حسابات على «فايسبوك» يومياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أخيراً، بينما تُظهر أرقام مُحرّك البحث «غوغل» أن 100 مليون عملية تشغيل لمقاطع الفيديو تجري على موقع «يوتيوب» يوميّاً في الشرق الأوسط، مع تحميل ما يصل إلى ساعة من مقاطع الفيديو إلى الموقع نفسه كل دقيقة من المنطقة ذاتها. وفي السياق، أشار «تقرير الإعلام الاجتماعي في العالم العربي» إلى أن اللغة العربية هي أسرع اللغات نمواً على موقع «تويتر» العالمي للتغريدات النصيّة القصيرة، فيما بيّنت شركة «سوشيال كلينيك» المتخصّصة في الإعلام الاجتماعي، أن المملكة العربية السعودية تضمّ ما يزيد على 3 ملايين مُغرّد رقمي ينشطون على موقع «تويتر» بصورة منتظمة، مُسجِّلين أعلى معدل نمو عالمي على هذا الموقع بلغ 3 آلاف بالمئة بين عامي 2011 و2012. وفي تطوّر متّصل، شدّدت دراسة نشرتها «كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية» أخيراً تحت عنوان «أثر الإعلام الاجتماعي في الريادة وفرص العمل»، على أن تفاعلاً اجتماعياً إلكترونياً بهذا الحجم «ينبغي عدم إغفاله». «وفي الدراسة التي تعتبر الأوسع في نوعها، مال 90 في المئة ممن استُطلِعَت آراؤهم للقول إن وسائل الإعلام الاجتماعي تتمتع بإمكانات كبيرة في تعزيز الوعي بالعلامات التجارية وتحقيق أهداف حملات الترويج، فيما أكّد 80 في المئة من هؤلاء أن الشبكات الاجتماعيّة الرقميّة تملك المقدرة على تمهيد الطريق أمام الشركات للوصول إلى أسواق جديدة. وأعرب 85 في المئة من المشاركين في الدراسة الاستقصائية، عن قناعتهم بأن وسائل الإعلام الاجتماعي تستطيع الارتقاء بمستوى رضا العملاء، فيما مال 86 في المئة منهم للقول إن تلك الوسائل قادرة على تشجيع التعاون بين الشركات، كما رأى 85 في المئة منهم أن هذه الوسائل بإمكانها تعزيز مستوى الابتكار في أوساط الأعمال»، وفق الدراسة ذاتها. وتزامن انعقاد «أسبوع جيتكس دبي 2013» مع تداول هذه المعطيات المتشابكة. وفي سياق هذا الأسبوع، عُقِد «مُنتَدى جيتكس للاستراتيجيات الرَقميّة» الذي خُصّص للبحث في الآفاق التي أشارت إليها الدراسات المذكورة. وشاركت مؤسسة «جيمالتو» كراعٍ استراتيجي لهذا المُنتَدى الذي يعتبر الأوسع نفوذاً في المنطقة العربية. وبحث المُنتَدى في طُرُق تأثّر الجمهور الإلكتروني بمتغيّرات التقنيات الرقميّة، خصوصاً الهواتف الذكيّة والشبكات الاجتماعيّة الإلكترونية والبيانات الكبيرة. كما بحث في الطُرُق الرقميّة المستجدة في التواصل مع الجمهور، إضافة إلى تأثير التقنيّات الإلكترونيّة في تفاعل الجمهور مع الشركات والعلامات التجارية. ورسم المُنتَدى خريطة طريق تبيّن أفضل السُبُل في الاستفادة من الثورة الرَقميّة في مجال الأعمال المختلفة. وسلّط «مُنتَدى جيتكس للاستراتيجيات الرَقميّة» الضوء على عدد من القضايا الساخنة، أبرزها التوجهات الرَقميّة الكبرى التي تعيد رسم ملامح مشهد الأعمال التجارية في المنطقة. وأوضح هشام السرخي، المدير العام لمؤسسة «جيمالتو» في الشرق الأوسط، أن مجتمعات المنطقة تزداد ترابطاً، كما أصبح تأمين «العالم الرقمي» أولوية قصوى لمعظم الشركات في المنطقة، وقال: «ندعم الطلب المتنامي على حلول الأمن الرقمي في المنطقة، عبر تزويد المصارف والشركات ومشغلي شبكات الخليوي والهيئات الحكومية، بالأجهزة والبرامج اللازمة لتأمين المعاملات اليومية الرَقميّة وتبسيطها. إذ يستخدم ما يزيد على بليون شخص منتجات «جيمالتو» وخدماتها يومياً، سواء للتواصل أو التسوق عبر الإنترنت أو الوصول بأمان إلى شبكات المعلومات في شركاتهم».