ودع مئات من أهالي منطقة الجوف أمس في مقبرة «وسط المدينة»، الطفل عافت بن فواز الشعلان، الذي لقي حتفه على يد عاملة منزلية (إثيوبية الجنسية)، وأبدى الكثيرون تعاطفهم مع ذوي الطفل المغدور. كشفت حادثة وفاة الطفل عافت بن فواز الشعلان (أربعة أعوام)، الذي دفعته خادمة إثيوبية في قدر حليب مغلي يوم الجمعة الماضي، عن سوء الخدمات الصحية المقدمة في مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري «المركزي» في مدينة سكاكا، إذ اتهم خال والد الطفل نايف الشعلان في تصريح ل الزميلة «الحياة» إدارة المستشفى بالتسبب في وفاة عافت، وقال إن المستشفى لم يتخذ الإجراءات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الطفل عافت. وأشار الشعلان إلى أن عافتاً لم يصب إلا بجروح سطحية جراء انسكاب الحليب عليه، وأضاف: «دخل عافت في غيبوبة بعد أن أعطي إبرة من أطباء المستشفى». وقال إن التقرير المرسل من المستشفى إلى إحدى المستشفيات المتخصصة في الرياض يشير إلى أن نسبة الحروق في جسم الطفل هي 20 في المئة. وعلّق مصدر طبي متخصص (فضل عدم الكشف عن اسمه) ل«الحياة» عن حالة الطفل عافت، بأن حروقه لا تؤدي إلى الوفاة لو توافرت في المستشفى الإمكانات والكوادر الطبية المتمكنة، خصوصاً وأنها لم تصل إلى الأماكن الحساسة في الجسم. من جانبه، استرجع والد الطفل عافت الحادثة، وقال ل«الحياة» إن والدة عافت قدمت مسرعة على صوت صراخه، لافتاً إلى أن والدته شاهدت الخادمة وهي تحمل عافتاً. وأوضح أنه حمل عافتاً إلى مستشفى النساء والأطفال في مدينة سكاكا، الذي حوّل عافتاً إلى المستشفى المركزي، وقال: «إن الحليب أصاب عافتاً في منطقة الفخذين والبطن». وتصوّر الشعلان أن عافتاً سقط دون تدخل من العاملة الإثيوبية، حتى إنه كان يفكر بأن يمنح العاملة مكافأة على اهتمامها بحالة عافت في حينها، كما أنه أرسلها مع إحدى أخواته إلى المستشفى لتقديم العلاج لها، بسبب ادعائها أن «ضرسها» انكسرت حين حاولت إنقاذ عافت من السقوط في الحليب المغلي. وأضاف: «في اليوم التالي من إدخال عافت إلى المستشفى فوجئت والدتي بأن الخادمة التي حضرت للعمل لدينا منذ سبعة أشهر، ترفض العمل، وباعترافها بأنها هي من دفعت عافتاً إلى الحليب المغلي!». يذكر أن مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري يعتبر من أقدم المستشفيات في المنطقة، وأجريت له عمليات إصلاح مستمرة، لم تشفع له ليحوز على ثقة الأهالي في المنطقة، والذين يعتمدون كثيراً على المستشفيات والمراكز العلاجية في الأردن والرياض لتلقي العلاج هناك.