على رغم أن أسماء ثقافية مهمة تضطلع بمهمة الإشراف على مجلة المبتعث من أمثال الدكتور محمد العيسى وموضي الخلف وميادة زعزوع، إلا أن المجلة لم تستطع أن تقدم جديداً إلى عالم المجلات التي تعاني كساداً وفتوراً في الإقبال عليها من المجتمع بعامة. يتضح ذلك في ترتيب المقالات في العدد، إذ بدئ بافتتاحية العدد، ثم بالفهرس، ثم بكلمة العدد لمحمد العيسى، وبمقالة أخرى تلتها مباشرة لموضي الخلف، لننتقل بعد ذلك مباشرة إلى ما أسمته المجلة «ملف العدد»، وهو في حقيقته ليس سوى أربع صفحات تتكون من مواد إنشائية بحتة، ثم فجأة ينقطع ملف العدد لتعترض منتصفه مقالة من صفحتين للدكتور نزيه العثماني، ليعود ملف العدد مرة أخرى، مشتملاً على صور رديئة، من بينها صورة لموضي الخلف رئيسة التحرير التي سبق في بضع صفحات وضع صورتها، وأسفل منها صورة للزميل جمال خاشقجي في وضع ناعس! لتتكرر في الصفحتين التاليتين صورتا موضي الخلف وجمال خاشقجي والأمير تركي الفيصل، ومرة رابعة في الصفحات التالية تتكرر صورة موضي الخلف (منبرية)، ومرة خامسة كذلك تعود صورتها (أي الخلف) في الصفحتين التاليتين، وكأن مجلة المبتعث كلها تدور حول رئيسة تحريرها، في ما قد يكون سابقة لا مثيل لها في المجلات المحلية أو التي تصدر في الخارج. لم تكن تلك المثلبتين في المجلة، فإن ما سمته رئاسة تحريرها «ملف العدد» يشمل مواضيع متعددة لا يرتبط بعضها ببعض، ويشمل ملفات متعددة كلها مسماة بالاسم نفسه، وكاتبها جميعاً واحد هو محمد معاطي، وعندما ينتهي الموضوع الذي يحمل اسمه، نجد موضوعاً تالياً آخر يبدأ مباشراً يحمل اسمه أيضاً، وتحت اسم «ملف العدد» أيضاً. ويستمر العدد في هذه الصياغة مراوحاً بين «ملف العدد» و«كتّاب العدد»، ليدخل عليه ملف جديد اسمه: «ملف العدد.. المرأة»، مما يدل على قصور في التبويب، وتخبط في ترتيب العدد وتصور الشكل النهائي له، مع تكرار مطّرد لصورة موضي الخلف فيه. بعد ذلك ينتقل العدد إلى تبويب جديد هو «ثقافة وفنون»، مكوناً من ملف عن الإعلامي الراحل سليمان العيسى، ثم حوار مع الفنان التشكيلي أحمد الأحمدي، تتوسطه صفحة غير مبوّبة تشغلها مقالة للكاتب عبدالله الهذلول، مع أخطاء لغوية وصياغية ملحوظة في المقالة، لم يسلم منها حتى التعريف بالكاتب المذكور، ليستمر بعده تبويب «ثقافة وفنون» في تغطية أشبه بالتقرير المقالي عن معرض أميركا للكتاب الدولي، تليه عودة إلى «كتّاب العدد»، ثم إلى «ثقافة وفنون»، وهو التبويب الذي اندرج تحته ما لا يصح أن يكون تحت عنوانه مثل مقالة سليمان العريني. يلي ذلك تبويب بعنوان: «من أميركا»، ثم «مدن وجامعات»، ليصل القارئ إلى تبويب حواري بعنوان: «حكاية مبتعث»، ويلحظ فيه ارتكاب أخطاء فنية واضحة. * عبدالواحد الانصاري .