أكدت الكاتبة السعودية بدرية البشر أن كاتبات وإعلاميات اليوم قادرات «على فتح الباب والخروج إلى الشارع ليطرحن قضايا المجتمع ويقارعن المسؤول ويحاورنه، ما جعلهن يشاركن الرجل في ديموقراطية الحياة كشريك وليس منافساً ولا عدواً». وأوضحت أن المقالات التي تتناول قضايا المرأة السعودية من الكتاب تأتي بسبب ما مورس عليها من إقصاء خلال فترة زمنية طويلة، لافتة إلى أنه لا يوجد أدب نسائي وآخر رجالي، بل الموجود أدب إنساني. وقالت: «إن انقراض الإعلام التقليدي سيكون مع انقراض آخر شخصية تفتح الراديو وتستمع له، أو تتصفح صحيفة ورقية، وهي دورة زمنية، وأرى أن الإعلام التقليدي حاضر وبقوة في الوطن العربي لعدم وجود التقنية الحديثة، فيما يشكل مستخدمو الإعلام الجديد نحو 60 في المئة من المجتمعات العربية». وكشفت البشر، خلال ندوة بعنوان «في معنى أن تكوني كاتبة» نظمتها جمعية النهضة النسائية الخيرية بالرياض السبت الماضي، أن ما يعانيه المشهد الأدبي في المملكة هو عدم وجود وكيل أدبي للكاتب، يهتم بكتب الأديب ويروّج لها، منوّهة بأن حظ المرأة في المجتمعات العربية غير سعيد، «لأنها تأتي متأخرة عن تجربة الرجل، الذي سبقها في وضع الشروط والقواعد للعمل». واستعرضت البشر في الندوة مراحل تطور المرأة في السعودية، بدأتها بالتعليم الذي كان معيباً على الفتاة وأسرتها، ما استدعى عدم ذكر أسمائهن وأسماء المدارس، مشيرة إلى أنه كان هناك «تحريض للنساء للخروج إلى المدرسة وترك جلسات الضحى، وحمل الكراسات والأقلام، وعلى رغم كل التعتيم استجابت المرأة السعودية». وتحدثت عن أول تجربة نسائية في الصحافة السعودية عام 1985 «عندما فتحت صحيفة «الرياض» مكتباً نسائياً، وهو عبارة عن شقة في عمارة سكنية في حي سكني تجتمع فيها الصحافيات لكتابة الخبر والتقرير والمقالة، واعتبرنها قفزة تاريخية في وقت لم يكن سهلاً في المجتمع أن تذهب النساء إلى الصحيفة، وظل شغفهن بالاطلاع على كيف تطبع مقالاتهن، وتجرأن وطلبن من رئيس التحرير آنذاك خوض التجربة وظل يفكر كيف يحقق لهن هذه الرغبة مع وجود رجال، وقرر أخيراً أن يحضرن إلى المطبعة الساعة التاسعة مساء، وتم إخلاء المطبعة من جميع الرجال بمن فيهم الفنيون، وظلت الزيارة من دون شرح عن كيفية عمل المطبعة!». وقالت البشر إن خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما كان ولياً للعهد عام 2005، الذي قال فيه إنه ينتظر أن تشارك المرأة السعودية في المجتمع «لم يفهم حينها إلا بعد فترة، وبدأت السعوديات يطالبن بتخصيص مقاعد لهن في مجلس الشورى، وظهرن في أول لقاء تلفزيوني يظهر صور بعض المهتمات بالشأن عام 2006 «تسرب إلى وجهها الضوء حينها»، بعد أن كان يرفض المجتمع ذلك الظهور، وبدأت صورتها في صحيفة محلية وقررت عدم الاستسلام وبعثت لهم بصورة أجمل».