فاصلة: ((ليس جنونا ارتكاب حماقة، بل الجنون هو عدم معرفة إخفائها)) - حكمة عالمية - أبارك لنادي المنطقة الشرقية الأدبي تنظيمه لملتقى الكُتّاب السعوديين الأول تحت رعاية وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور وحضور مدير عام إدارة الأندية الأدبية بمشاركة 30 كاتبا من كتاب الرأي والأعمدة في مختلف الصحف السعودية في أول ملتقى من نوعه يجمع الكُتّاب في هذه الصيغة. الحقيقة خطوة موفقة وبدعة جديدة يبتدعها نادي المنطقة الشرقية فليس من المعقول أن يتم تنظيم ملتقيات للإعلاميات وللكاتبات ويهتم المثقفون الذين ينادون بأهمية ودور المرأة الثقافي بدعوة كاتبة واحدة وكأن صحفنا المحليّة خالية من كاتبات الرأي أو الأعمدة الصحفية. لكن وللأمانة فقد قرأت أنهم قد شكلوا لجنة نسائية عام 1427 ه فأينها وما دورها؟ أعتقد أنها غير موجودة وإلا كان من المخزي أن تسكت عن إقصاء الكاتبات عن هذا الملتقى الأول! مبروك للنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية هذا الملتقى المميز المتفرد بالرجال المثقفين، وسيمر ملتقاه دون أي نوع من انواع الصداع المجتمعي - نسبة إلى افراد المجتمع - والتي عادة تثار بسبب وجود المرأة في محفل ثقافي لمجرد انها امرأة!! لقد تخلّص النادي الأدبي في الشرقية في ملتقاه هذا من كل تراكمات صورة المرأة في وجدان المجتمع، وتخلص من تشدقات المثقفين بمناصرتهم للمرأة التي هزمها المجتمع وخيب ظنها عدم ثقته في إمكانياتها، وقضى النادي على التناقض الموجود في دواخلنا ما بين اعتبار المرأة إنسانا كامل الأهلية او إنسانا ناقصا لا بد له من وصاية. أهنئ النادي الأدبي على وضوحه مع نفسه واعتبر خطوته هذه هدية للمثقفين الذين طالما طالبوا في الملتقيات الثقافية النسائية بعدم اقصاء الرجل المثقف، ها هو الرجل المثقف في صورة مؤسسة ثقافية يقصي المرأة في وقت من تاريخ مجتمعنا بدأ ينفض فيه الغبار عن المورثات المجتمعية التي لا تتوافق مع الدين. هنيئا للنادي الأدبي في المنطقة الشرقية مستقبله الذكوري الجديد!