دعا مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، إلى أن يقوم الأزهر بدوره الفعال في جمع كلمة الأمة، وتوحيد صفها على أساس الكتاب والسنة والتمسك بهما التمسك الحقيقي الذي لا كدر فيه، حسب ما جاء في صحيفة "الشرق الأوسط". وجاء حديث المفتي خلال حفل غداء تكريمي أقامه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودي، أمس السبت، لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والوفد المرافق له في زيارته للرياض. وأشار مفتي السعودية إلى أن العالم الإسلامي يمر بتحديات كثيرة، ومؤامرات كثيرة تكون من أعداء صريحين، أو من بعض المنتسبين إليه ممن يريدون للأمة الشر والبلاء. وأكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن أعداء الإسلام يريدون أن يفرقوا شمل الأمة وأن يمزقوا وحدتها، وأن ينشروا بينها عقائد وآراء بعيدة عن الهدى لا علاقة لها بشرع الله، وشدد بقوله: "يجب أن نحذر من أناس سعوا لإقصاء الأمة عن دينها، وإبعادها عن تعاليمها مهما ادعوا أنهم ينصحون، أو أنهم يجمعون، أو أنهم يريدون التقارب مع الآخرين". وتبع قائلاً: "إذا نظرت في أفكارهم البعيدة وجدت أنهم لا يريد التقارب، ولكن يريدون أن يفرضوا على الأمة واقعا مريرا بعيدا عن المنهج الصحيح ليجعلوه أمرا واقعيا، فيجب علينا أن نقف موقفا مشرفا.. موقفا ندعو فيه إلى الحق ونحذر به من الباطل". مقاومة دعاوى الفرقة ونوازع التشدد والإقصاء ومن جانبه دعا شيخ الأزهر في كلمته إلى أهمية وحدة الصف الإسلامي، مشيرا إلى ما آلت إليه أحوال العالم العربي والإسلامي في العقود الأخيرة من ضعف وتراجع من بعض أبنائه ومن خصومه على السواء، ما أدى إلى تفكك واختلاف. واستعرض رسالة الأزهر ومقصده تجاه توحيد كلمة المسلمين. كما شدد الشيخ أحمد الطيب على ضرورة أن يعمل قادة الفكر وعلماء الأمة على جمع المسلمين كافة، وبخاصة أهل السنة والجماعة، على كلمة واحدة، ومقاومة دعاوى الفرقة ونوازع التشدد والإقصاء، وفتاوى التكفير والتضليل للمخالفين "التي تؤدي لا محالة إلى الفرقة والاختلاف، وإلى مزيد من الضعف والهوان". وفي سياق منفصل، زار الشيخ الطيب، يرافقه أعضاء هيئة كبار العلماء في مصر، ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمس في مكتبه بالرياض، وخلال اللقاء أثنى ولي العهد على دور الأزهر ومكانته في العالمين العربي والإسلامي.