يكرّس بيل غيتس، مؤسس شركة «مايكروسوفت» الأميركية العملاقة وثاني أغنى رجل في العالم، جزءاً كبيراً من وقته للإهتمام بمشاريع مؤسسته الخيرية التي يديرها بالإشتراك مع زوجته ميليندا. وعلى رغم أن لمؤسسة «غيتس فاونديشين» عشرات المشاريع الخيرية التي تراوح بين نشر التعليم والتوعية الصحية ومكافحة الفقر، إلا أن أولوية غيتس حالياً تبدو منصبة على إكمال حملة عالمية بدأت منذ العام 1988 بهدف القضاء على مرض شلل الأطفال في العالم. ويراهن البليونير الأميركي على تحقيق تقدم كبير في هذا المجال خلال «قمة اللقاح» (فاكسين ساميت) التي ستُعقد في الإمارات في 24 و25 نيسان (ابريل) الجاري وسيرأسها بالإشتراك مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان. وقال غيتس في لقاء مع مجموعة من الصحافيين عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من مقره في مدينة سياتل (الساحل الغربي الأميركي) إن منظمي قمة أبو ظبي يأملون في تأمين تبرعات قدرها 5.5 بليون دولار لتمويل خطة القضاء على شلل الأطفال بحلول العام 2018. وأوضح أن دول الشرق الأوسط وأثرياءها يلعبون فعلاً دوراً مهماً في جهود مكافحة الأمراض في أنحاء العالم من خلال التبرعات التي يقدمونها. وقال إن القمة سيحضرها قرابة 300 شخصية ومؤسسة عالمية بما في ذلك «يونيسيف» و «منظمة الصحة العالمية» وكلاهما يلعب دوراً أساسياً في جهود نشر التلقيح في دول العالم. واوضح غيتس إن قمة أبو ظبي ستناقش الجهود التي «تحققت حتى الآن في مجال القضاء على شلل الأطفال الذي نأمل أن يتم الانتهاء منه بحلول العام 2018. اللقاحات جزء أساسي مما تقوم به مؤسستنا، وهي بمثابة معجزة. المرض الوحيد الذي قُضي عليه كلياً في الماضي كان الجدري، وتم ذلك نتيجة التلقيح. كان يقتل هذا المرض مليوني شخص (سنوياً) ولم يعد الآن هناك أي حالة وفاة ولا حاجة لإنتاج لقاحات». لكنه تحدث عن «تحديات» ما زالت تعترض إكمال عملية القضاء على شلل الأطفال في البلدان الثلاثة التي ما زال ينتشر فيها فيروس هذا المرض، وهي: باكستان وأفغانستان ونيجيريا. ومن هذه التحديات ما وصفها غيتس ب «إشاعات» يتم نشرها بين السكان عن تأثيرات سلبية على جسم الإنسان بسبب التلقيح. وهو بذلك يشير إلى حملات يقوم بها رجال دين في بعض مناطق باكستان ونيجيريا ضد التلقيح. لكن غيتس شدد على ضرورة التصدي لهذه «الإشاعات» من خلال «نشر الحقيقة» وإيصالها إلى أشخاص «يحظون بثقة السكان واحترامهم» بهدف إقناعهم بتلقيح أطفالهم دون الخامسة من العمر. وقُتل تسعة عاملين في حملة لنشر لقاحات شلل الأطفال في باكستان في كانون الأول (ديسمبر) 2012، في إطار حملة لوقف عمليات التلقيح. وسألته «الحياة» عن رأيه في ما تردد عن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) غطاء القيام بحملة تلقيح في مدينة أبوت آباد الباكستانية للحصول على عينات من الحمض النووي للأطفال الذين كانوا يعيشون في منزل أسامة بن لادن للتأكد من وجوده هناك، فرد غيتس: «ما حصل ليست له علاقة، كما يبدو، بالتقليح ضد شلل الأطفال. بعض الناس لم يطلع في شكل صحيح على هذا الأمر، ولم يكن لأي من شركائنا (القائمين بالتلقيح ضد شلل الأطفال) أي علاقة بأي طريقة بهذا الأمر. أي شيء يمكن أن يؤدي إلى خلط في شأن ما هو الأهم بالنسبة إلى الطفل أي حصوله على كل اللقاحات المطلوبة، يكون أمراً غير جيد». وأضاف: «الإشاعات التي تقول إن اللقاحات تسبب هذا الأمر أو ذاك، وأي شيء يمكن أن يؤذي سمعة اللقاحات سيكون كل من يطلقها مسؤولاً عن استمرار انتشار هذه الأمراض لتتسبب في قتل الأطفال». * كميل الطويل .