دائما ما نسمع عن معظم ما يقوم به الرجل و ليس جميعه من بعض حماقات يرتكبها و خصوصا المتزوجين منهم, وأعظمها الخيانة ,ولكن المثير في الموضوع نظرة المجتمع و ردة الفعل التي تنتج عنها, وهنا لا يشمل الكل أيضا و لكن الأغلبية, مما يرون أن هذا ما هي إلا نزوة, و تتحمل المرأة عاقبة وزرها بينما من جهة أخرى حينما تقوم المرأة بالخيانة فأن الرجل لا يحمل وزرها, وإنما أيضا تتحمله المرأة. وقد تصدر الأحكام في معظم الأوقات بغض النظر عن البحث في الأسباب مما يخلط الحابل بالنابل أو تصبح النزوة والأنتقام على مقعد إتهام واحد فالكل متهم ولا هناك من له حق مهما كانت الدوافع . وفي هذا التحقيق أوضح الظالم من المظلوم ومن له الحق من عليه الحق ,وأوضح نظرة المجتمع ,وأسباب نزوة المرأة أو إنتقامها وهل هناك فرق بين الخيانتين . وهل إستطاعت المرأة أن تحمل شعار (علي وعلى أعدائي)علنيا مستعدة بذلك مواجهة مجتمع وعادات و تقاليد وضاربة أمور الدين والتربية عرض الحائط؟...أم أن خيانتها ما هي إلا طريقة لتبرير إلى حد ما الوقوع في المحظور...
بداية مع بعض الآراء من المجتمع: ضعف الرجل و الوازع الديني: نزوة أكثر هذا ما بدأت به كلامها السيدة (ع.خ) وهي ربة منزل.وقد أجابت عند سؤالها عن ا كثر الأسباب المؤدية :أعتقد أن ضعف شخصية الرجل وعدم إهتمامه وفراغ الوقت إضافة لعوامل أكثر أهمية مثل ضعف الوازع الديني و التربية.
استهتار الرجل: ومن ناحية أخرى ققد كان لكل من السيدات (ريم. ع)مديرة مدرسة و (هدى.ح)ربة منزل (ومنى .خ )رأى مخالف إذ أنهم يروا أن خيانة المرأة إنتقام أكثر وقد أجمعوا أن من أقوى الأسباب لذلك خروج الرجل من المنزل والأستهتار, بكرامة المرأة وعدم الاحترام, إضافة لتجبر بعض الرجال و عدم الخوف من الله و إحترام احكام الدين في معاملة الزوجة .
لا نزوة أو انتقام و إنما سلوك: فقد ساهمت الإعلامية منى جعفراوي بقولها: اعتقد أن المرأة في طبعها و طبيعتها بعيدة كالبعد عن الخيانة خصوصا أن كانت في حالة تشبع عاطفيا و اجتماعيا و أسريا. و لكن تبقى لكل قاعدة شواذ و بالتأكيد لكل سيدة دافع ما خلف إقدامها على الخيانة , لأن غريزة المرأة تعتمد على الاكتفاء برجل واحد و هي تسخر كافة أهدافها و حياتها متى ما أحبت شخص... و أعتقد أيضا أن الأسباب تختلف من حالة و أخرى و أرجح الجفاف العاطفي بين الزوج و زوجته أكبر دافع في هذا الأمر, إضافة أن للأخلاق دور فإذا كان الرجل من ذوي الأخلاق السيئة و متبجح و يجنح للضرب و العنف أو بخيل عليها يجعل هذا الأمر وجود حالة من الجوع العاطفي و احتياج لتغذية مشاعر و احتياج للاهتمام , و نهاية أرى أن الخيانة لا نزوة ولا انتقام و إنما سلوك يعتمد على قوة الاحتمال و الكثير يلجأ للانفصال و البحث عن خيار أفضل و يكون بالارتباط بشخص يشبع هذا الاحتياج إن كان عاطفي أو نفسي أو اجتماعي....
الفراغ العاطفي و صفعة للرجل: الإعلامية و المذيعة أمينة العبد الله مقدمة برنامج طبابة ألف ألف)إذاعة ألف ألف: استهلت بقولها: في كلا الحالتين الفراغ العاطفي الذي تعيشه المرأة قد يعرضها لنزوة أو غيره خاصة إذا ما كان لضعف الوازع الديني أثر و هذا ما يجعلها فريسة سهله لأي متصيد قد يغريها بإشباع هذا الفراغ, و قد يصبح انتقاما إذا كانت الأهانة سيدة الموقف وخصوصا إن كانت لأنوثتها أو من قبل زوجهاو خصوصا إن كان هذا الزوج من نوعية زير النساء و متعدد العلاقات فهذا أمر يدفعها انتقاما منه و صفعة منها لكي يتذوق من نفس كأس الأهانة خاصة إذا صاحب هذا الأمر تنبيه و تحذير متكرر.
الجانب العلمي و الأختصاصي: و في استضافة لأهل العلم كان لنا استضافة للدكتور عبد الله الحريري(دكتوراه في علم النفس الاكلنيكي (معالج نفسي سلوكي -معرفي)و مسئول التحرير وكاتب في جريدة الاقتصادية .... إذا أوضح في هذا الأمر من خلال تعليقه على بعض إستفسارتنا و منها :
سيكولوجية المرأة هل تجعل خيانتها تميل أكثر أن تكون نزوة أم انتقام ؟ و ما الفرق بينهما و برأيك أهم الأسباب التي قد تدفع لوقع أي من الأمرين ؟ ما دور النفسي في تسريع دفع حدوث هذه الخيانة ؟ وما النصيحة أو الأسس الواجب إتباعها في حالة حدوث الأمر؟
دور الرجل في تفجير الحالة أن الخيانة كمصطلح هو تعاون شخص من جماعة ما مع عدو هذه الجماعة. ومن الناحية المعرفية النفسية هي قيام الفرد العمل ضد مبادئه وقيمة أو رده فعل لشعوره بالإحباط واليأس مقابل تقدير من الأطراف الأخرى. وقد تكون نزوة تعكس احتياج نفسي لم يشبع أو شعور بالتهديد وضعف الثقة بالنفس أو عدم الشعور بالأمان مع الزوج وقد يكون هروبا من البرود الجنسي أو البحث عن مغامرة لكسر حدة الملل
أما من الناحية الأخرى فقد تكون انتقاصا من الزوج الذي يمارس نفس الطريقة أو الزوج الذي يمارس عليها أنواع من أنواع العدوان والاضطهاد وحرمانها من حقوقها العامة والخاصة، وعندما تكون نزوة فالأمر وقتي يمكن التخلص منه وقد تستمر وتصبح عادة إذا كانت المعززات أقوى من الحياة الطبيعية أما إذا كانت انتقاما فالأمر مختلف والضرر مشترك بين الزوجين وعادة ما تكون نتائجه غير مشجعة ونسبة العودة إلى الوضع الطبيعي مرتبطة بزوال المثير العدواني أو الانفصال وهناك مشكلات نفسية تدفع للبحث عن شريك خارج إطار الزوجية كالهوس الجنسي أو الشبق الجنسي أو عدم الإشباع العاطفي والجنسي أو نتيجة لصدمة نفسية قبل الزواج كالاغتصاب والتحرش والانفصال الأبوي أو فقدان الأبوين في سن مبكرة وبعض الحالات تعاني مما يسمى بالشخصية الهستيرية وهي شخصية اغوائية وهذا اضطراب يؤدي إلى الرغبة الاغوائية يرافقها برود جنسي وضعف في النضج الإدراكي والانفعالي.
و عن الحلول: فإن معالجة مثل هذه الأمور تتطلب علاج السبب واحترام المعاناة التي تعاني منها فالمرأة المتزوجة على العموم أقل خيانة من الرجل وهي لم تولد خائنة ولا بد أن ندرك أن العلاقة الزوجية علاقة تقوم على الشراكة والصداقة والرحمة والمودة بين الزوجين وهناك قاعدة تقول لا خيانة مع الحب ولا حب مع الخيانة، والمسئولية مشتركة بين الزوج والزوجة من مبدأ الشراكة والحياة الزوجية لا تقوم على الاضطهاد وحب التملك والرجل في مجتمعنا يتحمل المسؤولية بدرجات أكثر للدور الاجتماعي الممنوح له وللثقافة الذكورية وبفضل تشجيع الحوار بين الزوجين وحل مشكلة الطلاق الصامت والحرب الباردة والخيانة تخالف تجاوز للعقد الذي بين الزوجين وعندما يجد أحد الزوجين أنه سيندفع خارج نطاق هذا العقد ولا يمكن إصلاح الأمور فالطلاق الحل لحماية كلا الطرفين من أذية الآخر أو أذية نفسه.
و عن رأي علم الاجتماع و نظرته فقد تم استضافة الأخصائية الاجتماعية( سوزان محمود المشهدي و هي أيضا كاتبة سعوديه وأديبة) , فقد أفادت بالرد على استفسارتنا و التي تضمنت: هل تعتبر خيانة المرأة نزوة أم انتقام ؟ و ما الفرق بينهما و برأيك أهم الأسباب التي قد تدفع لوقع أي من الأمرين ؟ ما دور المجتمع في دفعها إلى كلا الاتجاهين؟ وما النصيحة أو الأسس الواجب إتباعها في حالة حدوث الأمر؟
أفادت :أن خيانة المرأة قد تكون نزوة في بعض الأحيان وقد تكون انتقاماً في أحيانا أخرى وقد تكون نزوة وانتقام في آن واحد ( في بعض الحالات ) . الفرق بين الانتقام واسمحي لي ابدأ بها لأن المرأة أحادية العاطفة على الأغلب تمنح قلبها وعقلها وجسدها لرجل واحد فقط عندما تحبه وترتبط به عاطفيا وشرعيا وهذا ما يشعرها بالزهو والأمان والفخر معاً تحيط بها هاله من احترام الذات ولذلك أشدد على ضرورة أن يسمح للفتاه باختيار شريك حياتها حتى تحصل على الإشباع من جميع النواحي الإشباع المكلل بالرقي والمبني على كلمة الله وعقد غليظ مطهر . وتكون انتقاماً في أحيان أخرى عندما تشعر أنها تحترم وجود الرجل في حياتها وتطهر سمعها وبصرها بسبب وجوده في حياتها وعندما تكتشف انه لا يحترم وجودها في حياته ويتلاعب بها كزوجه وكإنسانه وكأنثى قد يدفعها كل ما سبق من ألانتقام منه عن طريق رجل آخر حتى تعيد لنفسها الثقة والأمان ورغم انه قد يحدث وقد تسعدها هذه المشاعر للحظات قليلة إلا أنها سوف تعاني من الشعور بالذنب والإحساس بالدونية التي لو استسلمت لها من الممكن إن تجر لعلاقات أخرى ليس انتقاماً من زوجها هذه المرة أنما لعقاب نفسها في الدرجة الأولى ..... و عن دور المجتمع فقد علقت : المجتمع يغفر للرجل ولا يغفر للمرأة نزواتها أو خيانتها مهما كانت سطحيه وبسيطة والرجل بإمكانه إصلاح غلطاته بالزواج من إنسانه ارتبط بها عاطفيا المرأة لا تتمكن من تطهير نفسها ولا إصلاح خطأها إلا لو طلبت الطلاق وهدمت البيت بكل من فيه وفي معظم الحالات يحملها الأبناء ثمن جريمتها وخطأها . بعطس الرجل الذي يجد تبريرات جاهزة تدعم خطأه وتزللها تمهيداً للمغفرة .الرجل لا ينسى الخيانة من المرأة مهما كان هو أصلا خائن .. المرأة قد تغفر للرجل وتتناسى وهي تحمل نفسها وزر خطيئة الرجل ربما لان المجتمع يروج لنظرة التقصير وعدم الاهتمام بالزوج وغيرها من المبررات الجاهزة أو المعلبة . و عن الحلول لتفادي هذا الأمر: نحن بشر قد نخطأ وقد ننزلق في طريق تشوبه الريبة ولكن علينا أن نكون متبصرين بأنفسنا علينا التراجع ومحاسبه النفس علينا معرفه أين الخلل ولماذا علينا بالمصارحة والحوار علينا أن نتلمس العذر للآخر علينا أن نراجع أنفسنا ومعرفه أين ومتى قصرنا دون أن ندرك حاجات وتوقعات الطرف الثاني علينا أن نحافظ على بيوتنا نظيفة طاهرة وإذا شعرت المرأة في يوما ما أن بقائها في زيجة تعيسة ستؤدي بها إلى الخيانة فعليها أن تقرر احترام نفسها في كل الظروف وخسران منزل وزوج اقل ضررا من الناحية النفسية من الم الشعور بالذنب وألم التخفي وألم الكذب وألم الادعاء والتمثيل .